الإمام مالك بن أنس، أحد أبرز علماء الإسلام وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، ولد في المدينة المنورة عام 93 هـ (703 م)، في بيت علم وأثر. نشأ الإمام مالك في بيئة تشجع على طلب العلم، حيث كان جده أبي عامر من كبار التابعين الذين رووا الحديث النبوي الشريف. حفظ الإمام مالك القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم توجه إلى حفظ الحديث، مستفيدًا من علماء أهل الحجاز وأهل المدينة، مثل نافع، وسعيد المقري، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار، وعامر بن عبد الله بن الزبير.
في سن مبكرة، بدأ الإمام مالك في طلب العلم، وبلغ سن الرشد العلمي في سن 21 عامًا، حيث أصبح مؤهلاً للإفادة. ازداد عدد طلابه مع مرور الوقت، خاصة في خلافة هارون الرشيد. توفي الإمام مالك في المدينة المنورة عام 179 هـ (795 م)، ودفن في البقيع.
يُعتبر المذهب المالكي أحد مذاهب السنة المعروفة، والذي ينسب إلى الإمام مالك بن أنس. ترك الإمام مالك العديد من المؤلفات المهمة والمفيدة، منها كتاب "الموطأ"، و"رسالة في الوعظ"، و"كتاب المسائل"، و"رسالة في الرد على القدريّة"، و"تفسير غريب القرآن الكريم".
كان الإمام مالك معروفًا بتثبته وحرصه على التحري في كل ما يرويه من أحاديث، مما جعله مرجعًا موثوقًا في الفقه الإسلامي. وقد اشتهر باتباع الكتاب والسنة وعمل أهل المدينة.
بهذا، نرى أن الإمام مالك بن أنس كان شخصية بارزة في تاريخ الإسلام، ترك بصمة واضحة في الفقه الإسلامي والمذهب المالكي.