- صاحب المنشور: الزاكي الصالحي

ملخص النقاش:
مع التطور التكنولوجي الهائل الذي شهدناه مؤخراً، أصبح للتحول الرقمي تأثير كبير ومباشر على مختلف جوانب الحياة اليومية، ومن بينها قطاع التعليم. إن دمج الأدوات والتقنيات الجديدة في العملية التعليمية يتيح فرصاً جديدة لتطوير القدرات الفردية وتوفير وسائل تعليم أكثر تفاعلية وجاذبية. إلا أنه إلى جانب هذه المكاسب المهمة، هناك تحديات تواجه النظام التعليمي التقليدي نتيجة هذا التحول. سيستعرض هذا المقال تلك التحديات ويتناول الآثار المحتملة للمرحلة المقبلة. ### التحديات الرئيسية: #### 1. **الوصول غير المتكافئ إلى التكنولوجيا**: لا يزال الوصول العادل والتساوي في الفرص أمام الطلاب لاستخدام أدوات التعلم الحديثة مشكلة قائمة في العديد من المناطق. فالأسر ذات الدخل المنخفض قد تجد صعوبة أكبر في حصول أبنائها على الأجهزة الإلكترونية أو الإنترنت عالي السرعة اللازمين للاستفادة الكاملة من المحتوى الرقمي. وهذا يعني بأن بعض الأطفال ربما يفوتهم فرصة الحصول على مستوى متساوٍ من تعليم جيد بسبب الوضع الاجتماعي الاقتصادي لأسرهم. #### 2. **تعلُّم مهارات تُعدّ ضرورية ولكن معدومة تقريباً ضمن المناهج الحالية**: في حين تقدم البرامج الرقمية مواد دراسية غنية ومتنوعة عبر الإنترنت، فإن التركيز الأساسي لمعظم المدارس وما تزال عليه حتى الآن هو تعزيز المهارات الأكاديمية مثل القراءة والكتابة والحساب. بينما مع استمرار انتشار الصناعات المستندة أساسياً للذكاء الاصطناعي والأتمتة، فإن هناك حاجة ملحة لإضافة وحدات تدريب محددة تجمع بين الخبرة العلمية والقيم الأخلاقية المرتبطة بمواضيع رئيسية كالخصوصية وأمن البيانات واستدامتها بالإضافة إلى فهم العمليات الإدارية الداخلية لهذه القطاعات الناشئة حديثا. وإذا لم يتم الاعتراف بهذه الاحتياجات واتخاذ خطوات نحو إدراجها داخل نظام المنهاج الدراسي الحالي؛ فقد يؤثر ذلك بشكل سلبي للغاية فيما بعد على قدرة خريجي الجامعات والشباب عموما للحاق بركب سوق العمل الجديد والمحتمل تمامًا. #### 3. **ضعف التأهيل التربوي لدى المعلمين**: إن تأهيلا كافيًا للتدريس باستخدام الوسائل التقنية أمر بالغ الأهمية كي تستمر عملية الانتقال بسلاسة. ومع ذلك، كثير ممن يعملون حاليًا كمدرسين ليس لديهم خلفية مناسبة بشأن استخدام تكنولوجيا المعلومات والتواصل بطريقة فعالة أثناء تقديم المحاضرات والدروس المباشرة وكذلك مراجع المواد التدريس سواء كانت مكتوبة ام مرئية سمعية. وهناك قلق إزاء مدى توفر الوقت الضروري لتزويد جميع هؤلاء الأفراد بالتوجيه والفصول الافتراضية المتخصصة لتحسين جودة محتواه الفني والمعرفي وبالتالي دعم جهوده المبذولة لنقل محتوى معرفي شامل لكل طالب يعاني بالفعل من نقص شديد فيه قبل بداية مرحلة الثورة التعليمية التي تمر بها البلاد والعالم اجمع منذ انتهاء جائجة كورونا العالمية الأخيرة حيث كان معظم طلاب العالم مجبرين على مواصلة رحلات تعلمهم عن طريق الانترنت لمدة طويلة نسبيا مما وضع الكثير منهم تحت ضغط هائل جعلهم بحاجة ماسة لحلول رقمية فريدة المساعدة لهم خلال فترة الاختبارات النهائية ثم عمليات التقييم الأولي والنهائي لهذا العام الأكاديمي الشائك الذى يعد التجربة الأولى والثانية والثالثة وغيرها من التجارب الأخرى المعدّة سابقا والتي اقتضى عليها تغيير مسار سيرورتها وفقا لما فرضته الظروف الصحية القهرية آنذاك . ### الآفاق المستقبلية: على الرغم من وجود عقبات كبيرة يجب مواجهتها، ثمة احتمالات مثمرة جدًا لمنظومة التعليم إذا تم اتخاذ الخطوات المناسبة للاستعداد لها:- #### زيادة الإنتاجية والكفاءة: يمكن الاستفادة القصوى من حلول التواصل الجماهيري المرئي/الصوتي عبر الشبكات العنكبوتية الواسعة لتقديم ندوات افتراضية لفئات واسعة الأعمار والجنسيات المختلفة ويمكن تنظيم اجتماعات