- صاحب المنشور: صلاح بن زيدان
ملخص النقاش:
التحول إلى التعلم عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19 قد سلط الضوء على العديد من القضايا المتعلقة بأزمة التعليم الرقمي. هذا المقال يبحث في هذه الأزمة، مع التركيز على التحديات التي واجهها الطلاب والمعلمين، وكذلك الحلول المحتملة للمستقبل.
التحديات الرئيسية
الوصول غير المتكافئ للإنترنت والتكنولوجيا
واجه الكثير من الطلاب حول العالم مشاكل كبيرة في الوصول إلى شبكة الإنترنت عالية السرعة والأجهزة اللازمة للتواصل مع الدروس عبر الإنترنت. هذا الفجوة الرقمية زادت من عدم المساواة بين الطلاب الذين لديهم القدرة المالية على شراء المعدات المناسبة والذين لا يستطيعون ذلك. الدراسة الحديثة لـ"اليونسكو" وجدت أن حوالي 43% من طلاب المدارس الثانوية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ليس لديهم جهاز كمبيوتر شخصي أو هاتف ذكي خاص بهم.
التأثير النفسي والصحي للتعليم عن بعد
الانتقال المفاجئ للتعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني فرض ضغوطاً نفسية جديدة على الطلاب وأسرهم. العزلة الاجتماعية، القلق بشأن الأمراض، وتغيرات الروتين اليومي كلها عوامل أثرت سلبياً على الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين. بالإضافة إلى ذلك، فإن ساعات الاستخدام الطويلة لأجهزة الشاشات يمكن أن تتسبب أيضاً في مشكلات صحية مثل ضعف البصر والإجهاد العينى.
تحديات المعلمين وبرامج التدريب
معظم المعلمين لم يتلقوا تدريباً واسع النطاق على استخدام الأدوات والمنصات التعليمية الرقمية قبل الانتقال المفاجئ إلى التعليم عن بعد. هذا الأمر خلق تحدياً جديداً لهم حيث اضطروا لتعديل أساليب تعليمهم بسرعة واستيعاب أدوار تقنية جديدة ضمن بيئة عمل محددة للغاية.
الحلول المقترحة
تحسين الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا
يمكن للدول والاستثمارات الحكومية العمل على توسيع نطاق تغطية الإنترنت وتحقيق العدالة الرقمية. كما يُمكن تقديم دعم مالي لشراء الحواسيب المحمولة والقنوات الإتصالية الأخرى لمن هم بحاجة إليها داخل المجتمعات الأكثر فقراً.
تطوير برمجيات وتعليم أكثر مراعاة لحالة الأطفال النفسية
تتطلب البرمجيات المستخدمة حاليًا في التعليم عن بعد بعض التحسينات لتكون أكثر راحة ومتعة للأطفال. كذلك، ينبغي توفير دورات متخصصة للمعلمين تعنى بالجانب الصحي والنفساني للطلاب أثناء العملية التعليمية الإلكترونية.
زيادة التدريب المهني للمدرسين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات التربوية
يجب وضع خطط تأهيلية مكثفة للمدربين والموجهين الأكاديميين لإعداد جيل قادر على إدارة عملية التعلم hybrid -أي الهجين الذي يشمل الجانبين الغير رقمي ورقمي-. وهذا سيؤهل هؤلاء المدربين ليصبحوا جزءًا حيويا ومؤثرًا في مستقبل المنظومة التعليمية العالمية.
هذه المشكلة ليست مؤقتة فحسب؛ بل ستشكل محور نقاش رئيسي حتى يتم انتهاج نهج شامل ومتكامل يحقق توازن بين كلا النظامَين التقليدي والرقمي مما يؤمن تحقيق أفضل مستوى ممكن لممارسات تدريس فعّالة لكل الطلبة بغض النظر عن ظروفهم البيئية المختلفة والتي تمثل قاعدة عريضة وشاسعة للإنسانية جمعاء.