كان ماسينيسا شخصية بارزة في تاريخ المملكة الأمازيغية القديمة، تحديدًا في منطقة نوميديا الواقعة حاليًا بشمال الجزائر. ولد ماسينيسا سنة ٢٣٤ قبل الميلاد بمدينة خنشلة الجزائرية، ثم انتقلت أسرة ماسينيسا للعيش في قسنطينة (سيرتا لاحقاً) التي اختارها لتصبح مركز الحكم والنواة الرئيسية لنفوذه السياسي والعسكري. يشتهر عصر حكمه بالقوة والرخاء الاقتصادي لأرض الأمازيغ. برخاء عدائاته السياسية مع كل من القرطاجنة والرومان؛ فقد شكل تحالفات استراتيجية مع روما ضد خصومه المباشرين -فالقرطاجنة-.
خلال الحرب البونيقية الثانية لعب دور مهم جدًّا كممثل سياسي وعسكري للقوات الأمازيغية الموحدة حديثًا تحت رايته. وعلى الرغم من صِغر سنه آنذاك (٢٠ عام فقط تقريبًا)، إلا أنه أثبت براعته القيادية مجددًا عبر قيادة الفرسان الأماديقية خلال حملات حنيبال الاستراتيجية الشهيرة ضد الإمبراطورية الرومانية. واستغل تلك الفترات المضطربة لإحداث الوحدة الداخلية داخل مجتمعه المُتنوع بعض الشيء سابقًا.
بعد وفاة أبيه غايا، أصبح ماسينيسا رسمياً حاكمَ نوميديا الشرقية عام ١٩٧ ق م . وقد أسماه المؤرخون "الملك المصيلى"، نظراً لما قدمَهُ من مساهمات تتعلق بتنظيم شؤون الدولة والنظام الاجتماعي والبنية الدفاعية للمملكة. كما أنه معروف بتبنيه لفكرة عروبية افريقية واضحة المعالم حين قال بأن إفريقيا ستكون دائماً للأفارقة. حتى وإن ظهر هذا التصريح وكأن فيه نوعٍ من الراديكالية الوطنية، إلّا انه يعكس حب الوطن والفخر بالأصول الثقافية للشعب الامازيغي.
على مدار عقود الحكم الستة والتي وصلت لعمر تسعين عاما, اظهر نجاعة ادارته وحكمة تدبير الشأن الداخلي والخارجي مما جعله أحد اشهر وملوك امازيغ نوميديا فاعلية ونجاحاً. ومن الجدير ذكره ان تأثيره الأكبر يكمن في قدرته الخلاقة للتأكيد على الهوية الثقافية والأممية لشعبه، فضلا عن امن البلاد واستقرارها الداخلي وخارجيتها الأمنية الناجحة أمام مجموعة متنوعة ومتصارعة من القوى العالمية. ولازال اسمُه رمز عز وفخار لكل امازيجي عاش أحلام الصحراء والحلم المستقبلي لوطن موحد مزدهر آمالا بغد أكثر ازدهارا وامن واستقلال
