في العصر السابق لتطور التكنولوجيا الرقمية كما نراه اليوم، كانت تجربة التعلم والتدريس مختلفة تماماً. المدارس القديمة تعكس تاريخاً طويلاً ومتنوعاً يمتد عبر عدة قرون. بدءاً من أول مدارس حلقة القرآن التي ظهرت خلال القرن الثاني الهجري، والتي كانت تعتمد بشكل أساسي على حفظ النصوص الدينية وتفسيرها، وحتى المؤسسات الأكاديمية المتقدمة مثل جامعة القرويين بفاس بالمغرب، ثاني أقدم مؤسسة للتعليم العالي ما زالت تعمل حتى الآن بعد الجامعة الأزهرية بالقاهرة بمصر.
كانت البيئة الدراسية بسيطة للغاية مقارنة بما نعرفه اليوم. غالباً ما تكون الصفوف صغيرة مع وجود مدرسين متعددين لكل صف. الطلاب كانوا يجلسون على الأرض بينما يقوم المعلم بتقديم الشرح باستخدام السبورة الخشبية والأقلام الفحم. التعلم كان عملية مباشرة ومباشرة بدون الاعتماد الكبير على الأدوات الحديثة أو الوسائط المتعددة.
بالإضافة إلى ذلك، ركز النظام التعليمي القديم بشدة على المناهج النظرية أكثر منه العملية. اللغة العربية كانت اللغة الرئيسية للتدريس وكانت هناك تركيز كبير على دروس الدين الإسلامي والفقه والشريعة بالإضافة إلى الرياضيات والعلوم الطبيعية. ولكن رغم هذه التركيزات، فقد احتفظت المجتمعات المحلية بطرق تدريس محلية خاصة بها انعكست الثقافة والسلوكيات الاجتماعية الخاصة بكل منطقة.
إذاً، يمكننا القول بأن المدارس القديمة قد لعبت دوراً هاماً جداً في تشكيل هويات الأفراد والمجتمعات بشكل عام. فهي لم توفر فقط أساسيات التعليم، بل أيضاً قدمت ثقافة القرون الوسطى وأساليب الحياة التي ساهمت في بناء الحضارات الإنسانية فيما مضى.