مظاهر وارتفاع نسبة العنف: دراسة شاملة لأسبابه وسبل مواجهته

تشكل ظاهرة العنف تحديًا خطيرًا يواجه مجتمعاتنا اليوم، سواء أكانت مجالات صغيرة أم واسعة النطاق حول العالم. ومن الطبيعي أن نشعر بالقلق عندما ن目ـِّـد لسا

تشكل ظاهرة العنف تحديًا خطيرًا يواجه مجتمعاتنا اليوم، سواء أكانت مجالات صغيرة أم واسعة النطاق حول العالم. ومن الطبيعي أن نشعر بالقلق عندما ن目ـِّـد لساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية لنشاهد تصاعدًا مخيفًا لمستويات العنف عبر مختلف الوسائل الإعلامية، بما يشمل البرامج الترفيهية والأحداث الإخبارية. وفقًا لدراسات وبحوث اجتماعية عديدة، فقد زادت معدلات الجريمة المرتبطة بالقوة والقوة الجسدية بطرق مثيرة للقلق بالفعل. فلماذا يحدث هذا الانطلاق غير المسبوق للعنف وانتشاره الواسع النطاق بين صفوف المجتمع الحديث؟ وكيف يمكننا وضع حلول فعَّالية لمنعه ومعالجته جذريًا؟

تعريف العنف ودوافعه النفسية والجينية للسلوك العدواني لدى البشر

يقصد بالعُنْف استخدام القوة البديلة بهدف تحقيق مكاسب مادية أو معنوية لطرف دون آخر. إنه انفعال سلبي مشوه للتعبير عن الرغبات المكبوتة داخليا، والذي إذا ترك بلا رادع فسيتحول حتما نحو الأفعال الضارة المتنوعة -بدءا بالإساءات اللفظية ووصولا لإلحاق الأذى الحقيقي بالأبرياء-. تدفع عوامل عدة الأشخاص باتجاه التفكير والسلوك العنيف كاستجابة لما يواجهونه خارج بيئتهم الشخصية. منها البيئات المنزلية والفكرية المعقدة التي تؤثر بشدة على تشكيل شخصيات مستقبل الجنود المستقبليين منذ مرحلة الطفولة المبكرة والثانية وهي التعرض لقادة حاقدين يستغلون سلطتهم لتحقيق مصالح ذات طابع انتقامي مما يخلق نوع جديد تماماً من الثقافة المقززة تسمى "الثأر" التي تزدهر حاليا داخل الكثير من البلدان الإسلامية والعربية خاصة تلك المحافظة تقليديا على عقائدها الدينية الأصيلة مثل المملكة العربية السعودية ومصر وليبيا وغيرها الكثير حيث يساهم التشديد عليها ضمن الأعراف التقليدية بافتعال نزاعات دموية خانقة تجبرها غالبًا على تعطيل مسيرة الحياة الطبيعية. وثالث هذه الاسباب يعود إلى التأثيرات السامة المتمثلة في محتوى تلفزيوني مبتذل يدغدغ رغبات المشاهدين لتقبل أسوأ أساليب العنف باعتبارها جزء ضروري ومتطلب رئيسي للحياة الحديثة وهو ما يفسر ارتفاع نسب مشاهدة الأعمال الدموية بغض النظر عن مضامينها المدمرة للنفس والمجتمع. بالإضافة لذلك يعد عامل الفقر والجهل سببا محتملا أيضا للعجز الاجتماعي والنفساني المؤدى عنه ارتكاب أعمال العداء ونوبات الهيجان وفقدان الذات الحكيمة بالتالي ؛ إذ يكمن جوهر الدائرة الشريرة هنا فيما يُعرف بمفهوم "الدورة الوراثية"، فعندما تتكاثر مجتمعات ضعيفة نظاما اقتصاديا واجتماعيا سيصبح بإمكان أبنائها التكيف مع نمط حياته الأمامي المتمرد عليه وعلى كل ماهو ايجابي وصالح لهم ولكنه ليس كذلك بالنسبة لبقية 구성اته الأخرى.

استراتيجيات مواجهة خطر التصعيد التدريجي للجريمة المنظمة باستخدام القوة القاهرة

لتصحيح مساري العنف الاجتماعي والديني –على وجه التحديد- ينبغي لنا التركيز على بناء نظام معمول به بعدالة وسط المجتمع العربي والإسلامي يحظر ويجرّم كافة أشكال الاعتداء الجسدي والمعنوي لكل قطاعات الأسرة الصغيرة بداية ثم الأكبر شيئا فشيئا حتى تطال تغطيته جميع جوانب الحياة البشرية بشكل شامل. وينبع مبدأ العلاج الرئيسي لهذه الآفة الخطيرة من نقد وتعزيز فهم عميق للشريعة الإسلامية وطريق الحق الموجودة بها والتي ترفع منزل الأفراد وتحث دومآ نحو التحلي بحسن التعامل واحتواء الاختلاف بالحوار وليس الحكم المطلق. وهناك طريقة أخرى مهمة تتمثل في نشر حملات تثقيف عامة موجهة بواسطة المنابر الاعلام الرئيسية تحت شعار "لنكن رحماء". وغاية هذه الرسائل التعليمية اعطاء صورة واضحة بان الدين الاسلامي يأمر دائماً برفقنة العلاقات بكافة اشكالها بينما يقضي بالمجانبة مطلقا خوض حروب أهلية اكتفى ذكر اهميتها السابق آنفا. ومن جهة ثالثة ترتكز خارطة بورصة علاج المصاعب الداخلية والخارجية للدول الناشئة حديثاً اعتمادا على اثنين من عناصر الأمن الداخلي كالاقتصاد السياسي والاستقرار السياسي ذاته; فهذه الحالة الوحيدة فقط قادرا علي خلق واقعا امنيا مستقرا لعضو اساسي اولي في بنيان الدولتان العربيتين وهي الحكومات المركزية وكذلك السلطات الادارية المحلية. وبالتالي ستمكن الحكومة الوطنية ذات النهج المعتدل من هيكلة طرق عمل آمنة وسلسة لفائدة الشعب بشكل مباشر وبدون اي شكل من المقاومة الاخلاقية او السياسية تجاه ادخاله الى بوابة السلام العالمي مرة اخيرة!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات