يعدُّ التدخين قضية صحية واجتماعية عالمية تؤثر بشكل كبير على الأفراد والمجتمعات. رغم الجهود الرامية إلى الحد منه، ما زال العديد من الأشخاص يبدأون عادة تدخين السجائر لأسباب مختلفة ومتنوعة. دعونا نستعرض بعض العوامل الرئيسية التي قد تدفع نحو هذه الحرفة الضارة.
العوامل الاجتماعية والثقافية:
- التأثير البيئي: يشكل المجتمع المحيط دورًا حاسمًا في تحديد ميول الفرد تجاه التدخين. إذا كان أولئك الذين يتمسكون بهم جزءًا رئيسيًا من شبكة العلاقات الشخصية للفرد، فقد يشعر أنه مضطر لمحاكتهم لتجنب الشعور بالعزلة الاجتماعية أو عدم الانسجام مع الآخرين.
- الصورة النمطية: غالبًا ما يُنظر إلى المدخنين بأنهم أكثر "رجولة" أو "نضوجًا"، مما يمكن أن يجذب الشباب خاصةً. وقد يؤدي هذا الوهم الاجتماعي الخاطئ إلى شعور البعض بأنه عليه تبني هذا السلوك لكي يبدو محترفًا أو مبدعًا مثلاً.
- الإعلانات والترويج: تستخدم شركات التبغ باستمرار الإعلانات والترويج لإظهار منتجاتها كجزء أساسي من نمط حياة راقي وممتعة. وهذا التسويق الاستراتيجي قادرٌ على التأثير بشكل غير مباشر وفي كثيرٍ من الأحيان حتى بدون وعينا الشخصي بذلك، وبالتالي تشكيل رأي الفرد حول قبول واستخدام المنتَجات المتعلقة بالتدخين.
العوامل النفسية:
- العواطف وتنظيم المشاعر: غالبًا ما يلجأ الناس للتدخين كرد فعل دفاعي عند مواجهة المواقف الصعبة مثل القلق أو الاكتئاب أو توتر العمل اليومي. كما يعاني آخرون ممن يسمى 'علامة التوتر' حيث يستخدم التبغ وسيلة لتحسين التركيز والإنتاجية خلال فترات ضغط شديدة. ومع ذلك، فإن آثار هذه الوسائل مؤقتة فقط بينما تستمر المحفزات الأساسية وراء البحث عنها قائمةً، مما يقود إلى حلقة مفرغة يصعب فيها التحكم فيها بكيفية استجابتهما لها مستقبلا.
- الدافع والتعزيز: بالنظر لعلم نفس المكافأة والفائدة القصيرة المدى المرتبطة بتناول الدخان والتي تتضمن إطلاق مواد كيمائية مسببة للإدمان داخل الجسم كالسيروتونين والنيكوتين، فإنه ليس بالأمر الغريب رؤية الكثيرين يسعى للحصول عليها كمصدر للأدرينالين والحافز الداخلي للشعور بالسعادة المؤقتة. لكن سرعان ما تبدو هذه التجربة مجدية نظرا لنقص مدخلاتها مقارنة بخروجياتها السلبية لاحقا.
إن فهم العمليات المعقدة الكامنة خلف رغبات الإنسان في البدء برياضة التدَخِين مهم حقاً لفهم كيفية دعم جهود الوقاية والعلاج الأكثر فعالية كذلك. ومن الواضح إذن مدى أهميتها العملية لدعم البرامج التعليمية للقصر والشباب بالإضافة لحث مرضاهم الحاليين ومساعدتهم بنفس القدر للاستقلالية النفسيّة والصحيّة بغض النظر عن عمر المصاب بها. إن إدراك تلك الروابط بين تصرفات المرء ونتائج سلوكاته المبنيةعلى قواعد علم وظائف الأعضاء البشرية وسوء استخدام الطاقة المعرفيّة الأنثروبومورفية لهو أمر حيوي لمساعدة المرضى الناشئة وغير الناشئه على اتخاذ قراراته الصحية بدل الاعتماد حتما على عوامل خارجية ربما تكون أقل تأثيراً بالمنظور العام لأنماط حياتهم طويلة المدى بل وأكثر خطورتها أيضاً!