أثبت العلم الحديث أن الاستيقاظ المبكر ليس مجرد عادة، بل هو خيار حياة يحمل معه ثروة من المنافع الصحية والنفسية والإنتاجية. عندما تحدد موعداً ثابتاً للنوم والاستيقاظ، فإن جسم الإنسان يدخل في دورة نوم طبيعية تساعد على تجديد الطاقة وتحسين الوظائف المعرفية. يؤدي هذا النظام المنتظم أيضاً إلى زيادة مستويات هرمون الناقل العصبي "الإندورفين" المسؤول عن شعورك بالسعادة والدافع النفسي.
بالنهوض باكراً، يمكن للأفراد الاستمتاع بفترة راحة كافية قبل بدء روتينهم اليومي. هذه الفترة توفر الفرصة لممارسة الرياضة، مما يعزز اللياقة البدنية ويحسن مزاج الشخص طيلة اليوم. علاوة على ذلك، يسمح النهوض المبكر لأصحاب العمل بتقديم وجبة الإفطار الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة جيدة ومناعة قوية. تناول وجبة الإفطار بشكل منتظم يساعد في الحفاظ على وزن صحي ويخفض مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بنمط الحياة غير الصحي كالسكري وأمراض القلب.
بالإضافة إلى التأثيرات الجسدية والفسيولوجية، يساهم الجدول الزمني المنتظم في تحقيق توازن عصبي أفضل عبر تقنين الساعة البيولوجية داخل الجسم. تتبع توقيت معين لنوم واستيقاظ يضمن إطلاق السيرتونين - المعروف باسم "هرمون السعادة" - أثناء الليل لمساعدتك على النوم بشكل عميق، وحفظ الهيستامين نشيطاً خلال النهار للحفاظ على يقظتك. عدم انتظام جدول النوم والاستيقاظ قد يتسبب في اضطراب الساعة البيولوجية لديك، ما ينتج عنه مجموعة متنوعة من الأعراض غير المرغوب فيها مثل الصداع واضطرابات الحالة المزاجية وعدم القدرة على التركيز وغيرها الكثير. وقد ترتبط تلك الاضطرابات بمخاطر متزايدة للاكتئاب والقلق خاصة بين الشباب والمراهقين.
كما أن لهذه العادة تأثير إيجابي كبير فيما يتعلق بإدارة الأعمال الشخصية والحياة العملية. فالصباح عادة ما يشهد ذروة اليقظة العقليّة والكفاءة لدى معظم الناس، وهو الوقت الأنسب لإعداد خطط يومك واتخاذ قرارات مهمة. وبالتالي، يمكنك استخدام ساعات الصباح الأولى بكفاءة عالية لتحقيق هدفك المنشود بكل سهولة ودون تأجيل. أخيرا وليس آخرا، لا تنسَ الجانب الجمالي لهذه العادة! لأن الحصول على كميات كافية من النوم كل ليلة أمر حاسم لبشرة مشرقة ومتوهجة وخالية من علامات الشيخوخة المبكرة.
وفي الختام، يبدو واضحا تمام الوضوح أن البدء بيومك باكرا له فوائده عديدة وطرق مختلفة تؤثر بها على حياتك العامة وعلى صحتك النفسية والجسدية أيضًا. إنها دعوة لكل فرد لاستثمار مدخرات الطاقة الموجودة بجسده وعقله لصالح نفسه وصالح مجتمعه كذلك.