سلطنة عمان، تلك الدولة الرائعة في منطقة الخليج العربي، ليست فقط مشهورة بتاريخها الغني وثقافتها المتنوعة ولكن أيضًا بدورها البارز في مجال العمل التطوعي. تعكس روح التعاون والنكران بالنفس بين مواطنيها والتي تجلت عبر تاريخها الطويل. اليوم، نستعرض كيف أصبح العمل التطوعي جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية والثقافية في البلد.
تشير أعمال الخير بالتطوع إلى مدى ارتباط أفراد المجتمع بفكرة الخدمة العامة. فقد ظهرت مثل هذه الأعمال المكرسة لتقديم يد العون للأشخاص المحتاجين أكثر أثناء حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية. ولذلك حظي العمل التطوعي باهتمام عالمي واسع، خاصة عندما تحتاج الإنسانية إلى دعم ودعم محسن.
يمكن تصنيف الشكل العام للعمل التطوعي تحت عدة فئات رئيسية تتضمن المال (التبرعات)، والوقت (مثل تقديم خدمات الرعاية الصحية) والمعرفة والإرشادات والإنتاجية العملية مثل إنتاج مواد بناء أو مواد غذائية ضرورية للفئة المستهدفة مباشرةً.
تساهم جهود المواطنين العمانيين بشكل ملحوظ في تطوير مؤسسات وبرامج متخصصة تعمل على توجيه الجهود الانسانية نحو تحقيق هدف سامٍ يتمثل بإسعاد الفقراء وكبار السن والأطفال بالإضافة لمبادرات أخرى تدعم الاقتصاد المحلي وتحافظ على البيئة أيضاً.
وفيما يتعلق بروح الشباب العماني، فإن لهم دور رائد ضمن خارطة العطاء حيث تقوم العديد من الفرق الطلابية داخل الجامعات بتنظيم حملات تضامن اجتماعي ونشر ثقاقة "إعطاء بلا مقابل". تلعب النساء أيضا أدورا بارزة بحضور مؤثر منذ انطلاق أول تجمع لهذه النوعية من المناشط الاجتماعية سنة ١٩٧٢ ميلادية مما عزز مكانتهم وسلط بصمة واضحة لدى رواد الحركة التطوعية هناك.
أدت كل هذه الجهود المبذولة حتى الآن لتكوين نظام شامل ومتكامل يعمل وفق أعلى معايير التقنية الحديثة لإدارة موارد البشر والمال بطريقة فعالة جدا والتي تم تصميمها خصيصًا لكل عمل خيري فردي وهو أمر غير معتاد بالنسبة لسوق العمل العالمي عامةً. ومن الجدير ذكره هنا وجود حوالي خمسة واربعين مؤسسة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة يونيسيف تستهدف مناطق مختلفة داخل البلاد باستمرار بهدف الوصول لأوسع نطاق ممكن بين السكان المحليين الدوليين كذلك.
إن الصورة المشرقة التي رسمتها اليد العمانية عبر سنوات طويلة من العمل المتواصل ستكون دافعا مستمرا لدفع عجلة النهوض بالمملكة العربية السعودية نحو مستوى جديد تمامًا لم يعد بالحلم بعيدا بعد!