برز الاهتمام بتوثيق الأحداث اليومية منذ العصر القديم، ولكن لم تتحقق فكرة الصحف كما نعرفها إلا في مراحل لاحقة من تاريخ البشرية. تعتبر روما القديمة المكان الذي شهد أول محاولة منظمة لإيصال الأخبار بشكل منتظم، وذلك عبر "Acta Diurna"، وهي نشرة أخبار يومية بدائية طبعاً على ورق البردي. رغم أهميتها التاريخية، فإن ندرة الأدوات الضرورية لتداول مثل تلك المنشورات جعلتها غير قابلة للاستدامة الواسعة الانتشار.
وفي فترة النهضة الأوروبية، بدأت تُطبع أولى الصحف الحديثة في ألمانيا في القرن السابع عشر الميلادي تحديدًا سنة ١٦٠٥م بواسطة الحبر الألماني الشهير جون كارلوس. سرعان ما امتدت رقعة انتشار الصحف المكتوبة لتغطي معظم مناطق القارة الأوروبية بلغات مختلفة بما فيها الألمانية والإنجليزية والإيطالية وغيرها الكثير. لكن في تلك الحقبة المبكرة، ظلت الصحافة سلعة راقية الثمن مما محدود وصولها إلى عامة الشعب.
انتقلت موجة ابتكار وسائل الإعلام الجديدة أيضًا إلى الشرق الأوسط عندما صدرت أول صحيفة مطبوعة بالعالم العربي من بغداد عام ١٨١٦ باسم "جورنال العراق". حققت مصر سبقاً آخر في مجال نشر الصحف قبل عقدين من هذا الحدث حين أطلقت اثنتين منهما ضمن عصر نهضتها الثقافية والفكرية والذي شهد نهضة علمية وفنية بارزة أيضاً. واصلت العديد من الدول العربية الأخرى خطوات تأسيس المؤسسات الصحفية الخاصة بها فيما بعد كما حدث في الدار البيضاء ومكة المكرمة وصنعاء وغيرها كثير.
خلال القرون التالية، تطورت التقنيات المستخدمة في طباعة وإنتاج الأخبار بسرعة هائلة. فقد شهدت أمريكا الشمالية صدور أول نسخة لها خارج القارة الأوروبية بمدينة بوستن الأمريكية عام ١٦٩٠. وفي الآونة الأخيرة نسبياً، أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزءً أساسياً من عملية إنتاج ونشر المواد الإعلامية؛ حيث تم اعتماد استخدام الحواسيب والأجهزة المحمولة لبث المعلومات واستقبالها بطريقة أكثر فعالية بكثير بالمقارنة بوسائل التنقل البرية والحاضنة للأوراق التقليدية التي كانت مستخدمة سابقاً لنفس الغاية.
هذه رحلة اكتشاف وانصهار ترتكز على الجهد الإنساني المستمر لتحقيق هدف واحد وهو إيصال المعلومة للقراء بغض النظرعن المسافات والجسور والقارات ككل.