على الرغم من عدم وجود إجماع تاريخي على أول من قاتل بالسيف، إلا أن هناك روايات دينية تشير إلى أن النبي إبراهيم -عليه السلام- قد استخدم السيف في بعض الأحداث. ومع ذلك، فإن هذا الرأي يواجه تحديات تاريخية نظرًا لأن الوقت الذي عاش فيه النبي إبراهيم يسبق اكتشاف البرونز واستخدامه في صناعة السيوف.
تطورت صناعة السيوف عبر العصور، حيث انتقلت من البرونز إلى الحديد والفولاذ، وحتى استخدام المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة. كانت الهند وبلاد الشام من المراكز الرائدة في صناعة السيوف، والتي توسعت لتشمل استخدامها في المبارزات القائمة على رد الشرف والاعتبار بين فرسان القبائل العربية.
كان العرب يقدرون السيوف ويفتخرون بها، حتى أن بعض الفرسان كانوا معروفين بجودة سيوفهم. ومن أشهر هذه السيوف سيف الزير سالم وسيف الإمام علي -رضي الله عنه- ذو الرأسين. كما كان العرب يستوردون السيوف من الهند والشام أو يطلبون صناعة سيوف خاصة باسم من سيحملها.
تعددت أنواع السيوف حسب مكان صنعها، مثل السيوف الأريحية واليمنية والسرجية والهندية، والتي كانت تنافس بعضها البعض في الأسواق بناءً على معايير مثل الجودة والصلابة والحدية.
في اللغة العربية، نالت السيوف مكانة خاصة، حيث أُطلق عليها العديد من الأسماء مثل المهند والباتر والقاطع والحسام والغاضب. حتى أن العرب تغنوا بالسيوف في الشعر، متغنين بصوتها أثناء القتال.
بهذا، يمكن القول إن السيوف كانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الحروب العربية، حيث كانت أداة حاسمة في الدفاع عن النفس والحماية الذاتية.