ابن بطوطة، واسمه الكامل عبد الله بن محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، يُعدّ أحد أشهر الرحالة العرب الذين عاشوا خلال القرن الرابع عشر الميلادي. ولد سنة 1304 ميلادية في مدينة طنجة بالمغرب. ساهمت مهاراته باللغة العربية وحسّه القوي بالإستعانة بالأرض واستعداداته العقلية العالية بجعل منه شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي كله وليس فقط عند المغاربة والأندلسيين. تُعتبر كتاباته حول رحلاتِه برغميتها وبراعة وصفها مصدر رئيسياً للمعلومات حول الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية لأجزاء كثيرة جداً من العالم آنذاك بما فيها أفريقيا وآسيا وأوروبا الغربية أيضاً مما يوضح مدى تأثير تلك الفترة الزمنية عليه وعلى محيطه الاجتماعي والعلمي.

بدأ ابن بطوطة مسيرة سفرته الأولى بغرض أدائهما فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف سنة ١٣25 م ودامت هذه الرحلة حوالي ثلاثين عاماً قام فيها بزيارة العديد من البلدان مثل فلسطين وسوريا ومصر والحجاز والشام والخليج والمشرق والمغرب الكبير والصغير وغيرها الكثير حتي وصل إلى الصين شرقا وإسبانيا غربا ومن ثم عاد مجدداً إلى وطنه الأم "طنجة". وقد وثَّق تفاصيل رحلته بشكل دقيق ومتعمق للغاية عبر كتابه 'تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار' والذي صدر بعد رجوعه بمقدار عشرة سنوات تقريباً. هذا العمل الأدبي يعد مرجعا تاريخيا ومعرفيا قيما إذ يحتوي معلومات وفوائد استيعابيه هائلة للغرب المتأثر بشدة بثقافتنا العربية والإسلامية فيما مضى وللكثير ممن يهتمون بدراسة الجغرافيا والسفر والسرديات اليوم أيضا. وإن كان قد توفي المبجل بسنة 779 هـ/‏1377م فقد ترك إرث شعبي خالد لن ينسى ابدا لكل الأجيال الواصلة والمقبلة نظرا لما قدمه لنا وما اكتشفه للعالم دون حدود ولا هوادة !