يحتفل العالم بيوم الطفل العالمي في الثاني والعشرين من نوفمبر من كل عام لتسليط الضوء على أهمية رعاية وتربية الأطفال وتعزيز حقوقهم والحفاظ عليها. هذا اليوم له دلالات رمزية هائلة تتعدى مجرد الاحتفالات الترفيهية؛ فهو فرصة لإعادة النظر في مسؤوليات المجتمع تجاه شريحة مهمة وأساسية فيه وهي الأطفال الذين هم عماد المستقبل وصناع غده الزاهر بإذن الله تعالى.
في ظل التحديات العالمية المتزايدة التي تواجهها الإنسانية بما فيها الفقر، الأمراض، العنف وانتشار الظواهر الاجتماعية السلبية الأخرى، يبرز دور يوم الطفل العالمي كدعوة للاستنارة والتوعية حول ضرورة نهج شامل لحماية ورعاية نمو الأطفال وتطورهم بطريقة صحية وسليمة. فالأطفال بحاجة إلى بيئة آمنة ومحفزة تعليمياً ونفسياً واجتماعياً لكي ينمووا ويصبحوا أفراداً منتجين قادرين على بناء مجتمعات قائمة على العدالة والمساواة واحترام الإنسان.
ومن بين الحقوق الأساسية للأطفال والتي يدافع عنها يوم الطفل العالمي حصولهم على التعليم الجيد والمرافق الصحية المناسبة بالإضافة إلى حقهم في الحياة بكرامة وفي حرية الاختيار بدون تمييز بسبب اللون والجنس والدين والثقافة وغيرها. إن خلق عالم أكثر عدلاً وإنصافاً للطفولة أصبح الآن ضرورة ملحة لدفع عجلة التقدم نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً.
إن مشاركة الأفراد والمنظمات الحكومية والأهلية المختلفة في فعاليات يوم الطفل العالمي أمر ضروري لتحقيق هذه الغاية النبيلة. يمكن لكل واحد مننا القيام بدوره سواء بالتبرعات المالية اللازمة لبرامج دعم الطفولة المحلية، أو نشر الوعي عبر وسائل الإعلام، أو حتى تقديم وقت طوال فترة العام لمساعدة المؤسسات الخيرية المعنية برعاية الطفل وتربيته بشكل صحيح ومنتج اجتماعياً ومعرفياً. فالاستثمار الحقيقي يكمن دائماً في دعم وتمكين أجيالنا الشابة وتحقيق أحلامها وطاقاتها الكامنة داخلها.
ختاماً، يعد يوم الطفل العالمي ليس فقط يوماً للاحتفاء بل أيضاً دعوة للتغيير والإصلاح. إنه الوقت المناسب لأن نذكر بأن سعادتنا كمجتمع تبنى بالدرجة الأولى على الرعاية والسعي الدائم لإحداث فرق ايجابي لدى أبنائنا وبناتنا الصغار. فلنجعل من ذلك هدف حياتنا المشترك ولنبني معاً عالماً يلبي متطلبات طفولتهم ويضمن لهم حياة كريمة وآمنة مليئة بالأثر البنّاء للمستقبل الواعد.