الملك الراحل الحسين بن طلال، رمز القيادة الرشيدة والتقدم، ترك بصمة واضحة ومؤثرة خلال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من نصف قرن. فقد شهد عهدُه تحولاً جذرياً في مختلف قطاعات الدولة، ولا سيما في مجالَيْ التعليم والصحة. وقد أدّى ذلك إلى زيادة كبيرة في معدلات التحاق الطلاب بالمدرسة وتراجع ملحوظ في نسب وفيات الأطفال وفق ما كشفت عنه بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف".
في قطاع التعليم، بدأت جهود الملك الحسين بإعادة هيكلة النظام التربوي لتلبية الاحتياجات الأكاديمية والمعرفية المتنامية للمجتمع المحلّي. أسفرت هذه الجهود عن توسعة شبكات المدارس الحكومية وتمكينها بموارد تعليمية حديثة وكوادر تدريس مؤهلة بشكل أفضل. نتيجة لذلك، ارتفع معدل محو الأمية وأصبح الوصول إلى الفرص التعلمية متاحا لعدد أكبر من المواطنين مقارنة بما كان عليه الوضع قبيل توليه الحكم عام ١٩٥٢ م .
وفي الجانب الصحي تحديدًا، تميزت رئاسة الملك الحسين باتخاذ خطوات جريئة نحو بناء نظام صحّي قوي قادرٍ على مواجهة تحديات البنية التحتية الصحية القديمة والمحدودة الإمكانيات آنذاك. وشمل برنامج تطوير القطاع الصحي إنشاء مستشفيات جديدة، ودعم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وسن سياسات تأمين صحّي شاملة لحماية جميع الفئات السكانية وبصفة خاصة شرائح المجتمع ذات الدخل المنخفض والأطفال والأرامل والعاطلين الذين يعتبرون الأكثر عرضة لمخاطر عدم الاستقرار الاقتصادي والصحي.
إن نتائج تلك السياسات والبرامج الواعدة ظاهرة جلية بالنظر إلى الانخفاض الكبير لوفيات الأطفال تحت سن الخامسة والذي يعكس نجاح المملكة العربية الهاشمية في الحد من انتشار العديد من أمراض الطفولة المعدية وتحقيق تقدم كبير في سلامة النساء أثناء الحمل والإنجاب أيضًا. ومن ثم فإن جهود الملك الحسين أثمرت عن مجتمع أكثر صحة وخير ضمن دولة مزدهرة اقتصاديًا واجتماعيًا بوتيرة سريعة ومتزايدة. وهذه الشهادات ليست إلا بعض الأدوار العظيمة التي لعبَ دورَها الزعيم المغدور رحمه الله -رحمه الله-.