تعد طائرات الهيليكوبتر نوعاً فريداً من وسائل النقل الجوي بسبب قدرتها الفريدة على التحليق والأداء القوي في البيئات الوعرة والمحدودة المساحة. تشغيل هذه الطائرات يعتمد بشكل أساسي على مفهوم الدوران الديناميكي للهواء - وهو مفهوم مختلف تماماً عن الطيارات التقليدية ذات الأجنحة الثابتة.
يتكون نظام الدوران الرئيسي في الهيليكوبتر عادة من عدة شفرات متصلة بعامود يدور حولهما محرك توربيني غازي قوي. يتم توجيه قوة الضغط الناتجة عن دفع المحرك عبر مجموعة من العدسات والتروس لنقل الطاقة بكفاءة إلى العامود الرئيسي والذي بدوره يحول الحركة الخطية للمحرك إلى دورة هائلة للشفرة الواحدة. تتجه هذه الشفرات بزاوية هجوم خاصة تسمح لها بإحداث تغيير في اتجاه زخم الهواء مما ينتج عنه "قوة الرفعة".
تأتي أهمية التصميم المنحني لجناحات الهيليكوبتر من خاصية غريبة تعرف باسم تأثير الإنعراج الجانبي ("ground effect"). عند اقتراب الطائرة من الأرض مباشرة, تصبح مساحة التأثير الأفقي للحركة أعلى نسبة لما يحدث أثناء الرحلات العالية. يؤدي ذلك إلى زيادة فعالية عملية رفرفة الشفرات وبالتالي الحصول على المزيد من القوة الرأسية اللازمة للتحليق. لذلك, يمكن لهيليكوبتهاء البقاء ثابتة نسبياً حتى تحت ظروف حسابية غير مواتية مقابل نظرائها ذوي الأجنحة الثابتة.
بالإضافة لتلك القدرات المتقدمة للتوقف المؤقت والثبات واستيعاب الظروف المناخية المختلفة, تتمتع طائرات الهيليكوبتر بميزة كبيرة تتمثل بحصولها على مرونة عالية فيما يتعلق بنقاط الإنطلاق والإنزال. ليست هناك حاجة لإعداد مدرج كبير أو مطلوب مطار خاص لاستقبالها; فمعظم الأنواع الحديثة منها قادرة على الانتقال بسلاسة بين مناطق مختلفة بما فيها تلك التي تحتوي فقط على فضاء محدود أو حتى المياه! سواء كانت المهمة عبارة عن نقل مرضى خارج المناطق النائية أو عمليات البحث والإنقاذ البحرية أو تقديم خدمات أخرى حساسة الوقت - تبقى طائرات الهيليكوبتر خيار مثالي لمن يحتاجون لوصلات سريعة وآمنة وموثوق بها برغم تحديات الطبيعية المختلفة.