- صاحب المنشور: عاشق العلم
ملخص النقاش:في ظل الثورة التكنولوجية التي نعيشها اليوم، برزت الحاجة إلى رقمنة كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وقد شهد العالم العربي تطورا ملحوظا في هذا المجال، مما أدى إلى ظهور تحديات وإمكانيات هائلة. هذه المقالة ستستعرض بعض التحديات الرئيسية التي تواجه التحول الرقمي في الدول العربية، بالإضافة إلى الإنجازات الواعدة التي حققتها المنطقة.
أحد أكبر العقبات أمام الانتشار الكامل للخدمات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو نقص البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. حيث تعتبر معدلات انتشار الإنترنت وانتقال البيانات بطيئة مقارنة بالدول المتقدمة. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير عام 2021 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، بلغ متوسط سرعة الاتصال بالإنترنت لأسفل أقل من 33 ميجابت/ثانية للدولة الواحدة في منطقة الشرق الأوسط، مقابل أكثر من 94 ميجابت/ثانية عالميا.[1]
بالإضافة لذلك، هناك قلق بشأن الأمن الإلكتروني والحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية للمستخدمين. فالأمن السيبراني يظل مصدر قلق كبير بالنسبة للحكومات والشركات الخاصة على حد سواء. كما يشكل غياب قوانين فعالة لحماية حقوق الملكية الفكرية عائقا آخر أمام الاستثمار المحلي والدولي في مجال التقنية الناشئة.[2] ولكن رغم كل تلك الصعوبات، فإن العديد من البلدان العربية قد اتخذت خطوات جريئة نحو تحقيق مجتمع أكثر رقمنة.
مثال بارز على ذلك الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية تحت مظلة رؤية ٢٠٣٠ لتحويل اقتصادها بعيداً عن النفط باتجاه قطاعات مثل السياحة والتكنولوجيا. ومن ضمن مشروعاتها الضخمة مدينة نيوم الذكية المستدامة والتي تهدف لأن تصبح نموذجا رائدا للتطور العمراني الحديث المعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. كما عملت دول أخرى كالإمارات ومصر أيضا بقوة نحو تعزيز القدرة الرقمية لديها عبر إنشاء مراكز بحث وتطوير متخصصة وبرامج تشجيع ريادة الأعمال.
وفي حين يستمر الانقسام بين مستويات الدخل ويتسبب في عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع العربي ، يمكن استخدام المنصات الرقمية كمصدر موحد للأفراد والمؤسسات لنشر الخدمات التعليمية والصحية والمعلومات الأخرى اللازمة لأجل تقدم البلاد وتحسين حياة مواطنيها.
هذه هي خلاصة المناقشة حول "التحديات والإنجازات" فيما يتعلق بموضوع الرقمنة العربية داخل الاقتصاد الجديد الذي تتميز به العصور الحديثة.
المراجع:
[1] ITU, The world in 2025
[2] World Bank Group, ICT indicators for the Middle East and North Africa region