الملك محمد السادس هو اسم حفرته الأجيال المتعاقبة بحروف ذهبية ضمن سجلات التاريخ المغربي والعربي. يعكس هذا العنوان تنوع الأفراد والجماعات التي تحمل هذه الرئاسة الفريدة عبر الزمن، ولكل منها قصة فريدة تستحق الاستكشاف. سنتعمق هنا في رحلة الأمير الحالي للمغرب، الملك محمد السادس، والذي يمثل الفصل الأخير الباهر لهذه الصفحة المشرفة.
ولد الملك محمد السادس بتاريخ 21 أغسطس عام 1963 ميلاديًّا بسلا الواقعة بالقرب من العاصمة الرباط. تربى وسط محيط ثقافي غني ومتنوع بتعلم القرآن الكريم داخل حرم قصره الخاص مما أكسب تجربة طفولته طفولانية خاصة للغاية ومع ذلك فإن نشأته التعليمية رسميًا كانت مليئة بالإنجازات أيضًا؛ فقد حصل على بكالوريوس القانون والشريعة العامتين بدرجة مرتبة الشرف الأولى من جامعة محمد الخامس بالرباط وبعدها اكتسب درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية والإدارة العامة مِن معهد الدراسات السياسية بالعاصمة الفرنسية باريس "سوربون".
تولى العرش خلفا لأبيه الملك الحسن الثاني يوم الثلاثاء الموافق الثانى وعشرون ذي القعدة ١٤١٩ﻫـ المُوافق للقرن الميلادي بتاريخ ٢٥ يوليو/تموز عام 1999م حيث أقسم اليمين أمام البرلمان وخلال تلك الفترة القصيرة نسبياً استطاع تحقيق العديد من الانجازات الرائعه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً أيضاً . فعلى المستوى السياسي لعب دوراً مركزياً وفي مقدمة الدول الأعضاء بالمؤتمر الاسلامي مما جعله واحدا ممن يتمتع بمكانة عالية بين زعماء العالم الواقعي والتاريخي كذلك ظهر اهتمامه الكبير بالأعمال الإنسانية حينأسستمؤسسة "محمد السادس" للتضامن الرامية لدعم الفقراء والمحتاجين داخل المملكة وخارج حدود وطنها الأم وكانت جهوده الاجتماعية البارزة واضحا للجماهير عندما اصدر قانون اصلاح زواج القاصرين ورفع سن الزواج الى ثمانية عشرة عاما وهو أمرٌ لم يكن مستساغا لدى المجتمع النموذجي آنذاك وبذلك حققت خطوتة الجريئة نجاح باهر ليس فقط داخل البلاد بل وتميزت عربياً أيضا وبالتالي أصبح رمز آمال الأمة الجديدة وكسر حاجزا عرف عنه سابقوه عدم القدرة عليه تشكيل علاقة وثيقة تجمع فيه الشعب بدوله بدلاً عن مجرد ارتباط السلطة بها .كما أنه كان صاحب القرار الذي قضى بإعادة النظر فى نظام التقاعد والمعاشات العمالية وصندوق التعليم العالى وغيرهما الكثير من القطاعات الأخرى ليضمن نهضة شاملة لكل طبقات مجتمعه الغالية عليه . ولم يغفل الجانب البيئي واستحدث سياسة جديدة لتكون بيئية حضارية تسعى لحماية الطبيعة وتعزيز جمال الصحراء الخلاب ولا يخفى ما اتبعَهُ فيمايتعلق باستراتيجيته الدفاع والاستخباراتي فهو رئيس الأعلى لقوة الدرك الوطني والقائد الاعلى للقوات المسلحه بهذا البلد الشقيق بالإضافة لما سبقه ذكرہ سابقاً بأن تولى مهمة التنسيق الوثيق لصالح وزارتي الداخليه والخارجيه تحت مظلتها العامة وهذا يدل بجلاء مدى امتلائه للعلم والفكر العميق وقد طالت تغطيته الإعلاميه الشرق الاوسط حين فاز جائزه منظمة اليونسكو للإعلام والثقافة الإسلامية والثقافية العالمية لسنة ألفین وهذه ليست إلا بداية مشواره الطويل نحو الريادة عالمیَا ود نیھا بطرح أفكار مبتكرة لإحداث تغيير جذري لمنطقة البحرالأبيض المتوسط بما يعرف باتفاقية الوحدة الاقتصادية المرتقب انطلاقه عام٨٠٢۱ميلادية .إن هذا الرجل المثقف المطلع ذو الأدوار متعددة المجالات يستحق بالفعل الوقوف التام أمام انجازاته ومايستطيع تقديمه للمجتمع المحلي والدولي إذ يحقق رؤية واضحة لرسم طريق مغاربٍ جديد أشد قوة وصلابة وانتصارا!