تحتفل جمهورية مصر العربية سنوياً بيوم خاص يعرف بعيد الطفولة والذي يصادف يوم ٢١ يناير من كل سنة، وهو حدث يحظى باهتمام كبير داخل المجتمعات المصرية القديمة والمعاصرة. يعود تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور الفرعونية عندما كان الأطفال يتمتعون بمكانة خاصة ومميزة لدى المصريين القدماء؛ فقد كانوا يسهرون عليهم ويعتنون بهم بصورة كبيرة. وفي الإسلام أيضاً، هناك اهتمام بالغ بالأطفال كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حيث بيّن الله تعالى أهمية رعاية الطفل وحمايته ورعايته منذ ولادته وحتى بلوغه مرحلة الشباب.
خلال فترة الاستعمار البريطاني لمصر خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تم تقديم مفهوم "يوم الأم" ثم تطورت هذه الفكرة لاحقاً لتشمل جميع أفراد الأسرة بما فيها الأطفال مما أدى لظهور فكرة احتفال رسمي بالطفولة ليس فقط كجزء مهم من الأسرة وإنما أيضًا كمستقبل الأمة. وقد ساهمت جهود العديد من الشخصيات البارزة مثل سعد زغلول وسليمان البارودي في تشكيل وتأصيل مفهوم الاحتفال بيوم الطفولة بشكلها الحالي.
عادة ما يشهد اليوم العالمي للطفل في مصر فعاليات متنوعة تلبي حاجات واحتياجات مختلف شرائح الأطفال بدايةً من الرضّاع مرورًا بالمراهقين حتى شباب الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى. تتضمن هذه المناسبات عروض مسرحية ومعارض فنية وأنشطة رياضية وغيرها الكثير والتي تعكس الجانب الترفيهي والثقافي للأطفال وتعزز قيم الولاء والفخر تجاه الوطن بين صفوف المواطنين الصغار والكبار alike.
ومن الجدير ذكره هنا الدور الكبير الذي لعبه نظام التعليم الرسمي وغير الرسمي في نشر الثقافة القائمة على تقديس حقوق الإنسان عموماً وحقوق الطفولة خصوصا عبر الجمعيات الخيرية والمبادرات الوطنية المختلفة التي تعمل على تأمين مستقبل آمن وصحي للعائلات المصرية الجديدة وكذا الحفاظ على هويتهم المزدوجة المتجذرة في التاريخ والحاضر. إن حب الطفل وضمان حقّه في الحياة الحرة الكريمة يعد أحد أسرار قوة واستمرارية أي مجتمع منتجه ناجحة ومتسامحة مع نفسها ومع الآخرين. وبالتالي فإن دعم قضية حماية حقوق الأطفال هو أكثر من مجرد واجب أخلاقي؛ إنه استثمار لفئة المستقبل الأكثر قدرة وإبداعا -الأجيال الناشئة-.