بدأت رحلة تكوين الدولة السعودية المباركة منذ القرن الثامن عشر الميلادي بقيادة الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب، الذين أسسا لمبدأ الوحدة الوطنية والدين الإسلامي كمرجعية للحكم.
كان لهذه الثورة الفكرية تأثير عميق أدى لتشكيل "السعودية الأولى" سنة ١٧٢٧ ميلادية؛ ومع ذلك فقد واجهت تحديات كبيرة خلال تلك الفترة بما فيها هجمات خارجية أدت لانحسار نفوذ دولتهم مؤقتاً. لكن روح المقاومة لدى أبنائها لم تهزم مطلقًا.
بعد عدة عقود ظهر نظام جديد تحت اسم "السعودية الثانية"، حيث استعادت البلاد قسم كبير مما فقده سابقًا, مرتكزًا أساسياً حينذاك على قوة شخصيتان هما تركي ابن عبدالله وابنه الأمير فيصل. وعلى الرغم من المحاولات الجاهدة للإبقاء عليه إلا أنها انهارت مجددًا أمام ضغط القوت الخارجية.
ومع بداية القرن العشرين دخلت المنطقة مرحلة جديدة مع ظهور الملك عبدالعزيز مؤسسي "الملكــة العربيّة السعوديَّة الحديَثة". ومنذ توليه الحكم عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعون حقق إنجازات عظيمة متعدِّدة بدءٌ منها بسلسلة انتصارات عسكرية مشرقة وانتهى بإحداث نهضة شاملة شملت جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية داخل المملكة.
وبالتالي أصبح لكل حاكم دوره البارز فيما وصلت إليه البلاد اليوم من تقدم واحترام عالمي مستندين بذلك لماضي مليء بالتحديات والملاحم النضالية المستمرة حتى يومنا هذا. وهكذا يستحق هؤلاء زعماء الأمة تقدير أبناء الوطن وخارج حدود الوطن أيضاً نظراً لإسهاماتهم الخالدة التي ستظل مصدر إلهام واسترشاد للأجيال التالية.