كان لويس الأول عشر، المعروف أكثر باسم "بشارل العاشر"، ملكاً لفرنسا من العام 1610 حتى وفاته عام 1643. يُعتبر حكم هذا الملك نقطة تحول مهمة في تاريخ المملكة الفرنسية. ولد بشارل في 27 سبتمبر عام 1578 وهو الابن الثالث لأنتوان دي بوربون - دوق أنجو ولورين وآن دي بافاريا. خلف عرش فرنسا بعد وفاة أخيه هنري الرابع الذي لم يكن لديه ورثة ذكر.
على الرغم من شبابه وعمره الصغير وقت توليه الحكم، إلا أنه أثبت نفسه كواحد من أكثر ملوك فرنسا تأثيرًا. خلال فترة حكمه القصيرة نسبياً والتي استمرت حوالي ثلاث وثلاثين سنة، قاد حملات إصلاحية عديدة هدفها تعزيز وتقوية المركز المركزي للحكومة. كان أحد أهم انجازاته هو تنظيم النظام القضائي وإعادة هيكلة الإدارة الحكومية. كما ساهم بشكل كبير في زيادة قوة الجيش الفرنسي وتوسيع نطاق النفوذ الخارجي للملكية الفرنسية.
في مجال السياسة الخارجية، شهدت سنوات حكمه العديد من الحروب البارزة بما فيها حرب الثلاثين عاماً وحرب الثمانين عاماً ضد هولندا. رغم هذه التوترات، فقد عمل أيضاً على تحقيق السلام مع بعض الدول الأوروبية مثل سويسرا وساكسونيا. بالإضافة إلى ذلك، سعى بشارل لتحقيق التعايش الديني بين الكاثوليك والبروتستانت داخل حدود بلاده مما أدى لإصدار قرار ناربون الشهير والذي ضمن حقوق البروتستانتيين الفرنسيين.
بشكل عام، يعتبر بشارل العاشر رمزا للإصلاحيات السياسية والعسكرية التي شهدتها فترة الاستقرار النسبي في القرن السابع عشر. إن ثبات شخصيته والحكمة التي اتسم بها جعلته شخصية بارزة في التاريخ الفرنسي الحديث.