العرف، ككيان أساسي في المجتمع الإنساني، يشير إلى مجموع القواعد والممارسات والتقاليد الراسخة التي تُعتمد بشكل واسع داخل مجتمع معين. وهو يعكس الوعي الجمعي للقيم والسلوكيات والأخلاق التي يعتنقها أفراد هذا المجتمع. يُمكن تعريف العرف بأنه نظام غير رسمي ودائم للتوجيه الأخلاقي والسلوكي، يستند إلى الاتفاق الضمني بين أعضاء المجتمع حول ما هو مقبول وما هو غير مناسب.
يتمتع العرف بقدر كبير من المرونة ويتغير بناءً على السياقات المختلفة عبر الزمن والمكان؛ فمثلاً، قد تختلف طرق التحية والعلاقات الشخصية بين ثقافة وأخرى. ومع ذلك، هناك خصائص محددة للعرف وهي أنه دائم ومستقر نسبياً وأن وجوده مرتبط ارتباطا وثيقاً بالأرض الجغرافية الخاصة بالمجموعة الثقافية المعنية. بمعنى آخر، لن تجد نفس العادات والتقاليد الموجودة تماما بنفس الحجم والنوع خارج حدود تلك المنطقة.
ومن الأمثلة البارزة للأعراف الاجتماعية استخدام المصافحة عند مقابلة غريب في ثقافات مختلفة حول العالم -مثل أوروبا وآسيا- مقابل تقبيل وجنتي الشخص الأخرى في البلاد الأوروبية الجنوبية مثل فرنسا، وكذلك النظرة الثنائية والدبوس الرأس بدلاً من الانحناء في العديد من الدول الآسيوية. ومن ناحية أخرى، فإن اتخاذ قرار بشأن الجلوس في مكان معين في الفصل الدراسي بدون تسميته بالقوة، يعد أيضاً عرفاً خاصاً بهذا المكان التعليمي. وبالمثل بالنسبة لقواعد حركة السيارات، فهي شروط ثابتة ومتعارف عليها سواء كان يسري المسار اليمنى كما هو معمول به عموما في معظم دول العالم بما فيها دول الخليج العربي وغالبية بلدان شرق آسيا باستثناء اليابان واستراليا حيث يتخذ السائقون مسارا مختلفا نحو جهة اخرى أي شمال غرب القارة الاوقيانوسيسة وايضا جنوب بريطانيا .
وفي حين يعتبر العرف جزءا أساسيا من الحياة اليومية، إلا انه ليس له قوة ملزمة كتلك التي تمتلكها قوانين الدولة الرسمية المنظمة عبر التشريعات المكتوبة والقوانين المصرح بها عالميًا لتنظيم العلاقات المدنية وضمان العدالة العامة وحماية الحقوق والحريات الاساسية لكل مواطن ضمن الحدود السياسية لدولة معينة. وفي النهاية يبقى دور العرف هاما للغاية للتعبير عن الهويات المشتركة وتعزيز الوحدة بين افراد المجتمع الواحد بغض النظر عن الاختلاف اللغوي والثقافي والفكري الناشئ عنها والذي نراه واضحا أمام ناظريك حال زيارتك لأي دولة جديدة فتجد فيها طرائق ولغات وسلوكيات متباينة لكن سرعان ماتكتشف ان تحت كل تلك الطبقة الخارجية يوجد طبقة مشتركة واحدة أي روح شعب واحد تجمعهما روابط الدم والنسب والتاريخ المشترك مهما اختلفت تفاصيل الحياة الظاهرة علي سطح الأرض .