في الثاني من ديسمبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم اتحادها المبارك الذي جمع سبعة إمارات متحدة لتحقيق حلم الاستقلال والازدهار. يعكس يوم الاتحاد قصة مثابرة وكفاح الشعب الإماراتي تحت قيادة حكيمة شهدت تحولاً جذرياً في تاريخ المنطقة.
تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً عام ١٩٧١ عندما اجتمع ستة حكام للإمارات السبعة - باستثناء رأس الخيمة آنذاك - في قصر الضيافة بدبي لإعلان الوحدة التي احتضنت شعوب تلك المناطق المختلفة ثقافياً واجتماعياً، مما خلق نواة لأمة جديدة تعمل بروح الفريق الواحد. اختارت الحكومة المؤقتة المنصبة حديثاً اسم "الاتحاد" للدلالة على الهدف المشترك ووحدة المصير بين هذه الكتل السياسية الصغيرة سابقاً.
كانت الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الحلم قد حدثت قبل سنوات عدة خلال اجتماعات سرية قادتها شخصيتان بارزتان هما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. اقترحت المفاوضات الأصلية تضمين دول أخرى مثل قطر والبحرين لكنهما اختارا لاحقاً الطريق المستقل باتجاه استقلاليهما الوطنيتين. ومع ذلك، فإن تركيز الزعيمان كان دائماً واضحاً بشأن أهمية وحدتهم الخاصة كوحدة أساسية مستقلة داخل النظام الأكبر للأمم المتحابة.
بعد مفاوضات طويلة وضغط دبلوماسي مكثف، قام عدي البَيْطَر بتأليف أول دستور للاتحاد العربي الجديد بناءً على طلب الطرفين الرئيسيين. وبمجرد استكماله، دعا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والحاكمون الآخرون لعقد اجتماع مصيري لتوقيع وثيقة تأسيس وطنٍ موحد يُعترف له بجدارة ودعم المجتمع الدولي الحر والديمقراطي آنذاك.
وفي لحظة تاريخية فاصلة، أقيم الاحتفال الرسمي بمقر مجلس الوزراء الحالي بالعاصمة أبوظبي بحضور وفود عالمية وشخصيات بارزة. وقد قام الوزير المكلف بالإعلان الخارجي، السيد أحمد خليفة السويداي بإلقاء خطابه الشهير أمام الجمهور المُتجمع خارج مبنى المجلس تعبيراً رمزياً عن ولادة الوطن الحديث وسط تصفيقات وفرحة غامرت بأن تغرق العالم برمته بسعادة صادقة. وهكذا، أصبح للعرب والإسلام عموماً نموذجا يحتذى به لتوصيل رسالة السلام والتسامح عبر حدود الجغرافيا التقليدية القديمة لصالح مشروع عربي أكثر شمولا واحتراما لقدسية الإنسان وحقوق التشريع والقانون والعيش الرغيد لكل فرد بما يناسب طبيعته البشرية النبيلة والمشرقة دوما ويوميا مجداً وسرورا بلا نهاية ولا زوال أبدا بمشيئة رب العالمين جل وعلى واتقاه حق تقاته... آمين يا رب العالمين!