حلق شعر المولود والتصدق بوزنه من السنن النبوية الشريفة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه السنة لها أبعاد متعددة، منها الصحية والاجتماعية والإنسانية. ففي حلق شعر المولود في اليوم السابع من ولادته، أو يوم ذبح العقيقة، حكمة عظيمة. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل غلام رهينة بعقيقتِه، تُذبح عنه يوم سابعه، ويُحلق ويُسمَّى". كما ورد عنه أنه عق عن الحسن بشاة وقال: "يا فاطمة، احلقي رأسَه، وتصدقي بزنة شعره فضة".
الحكمة من حلق شعر المولود تكمن في عدة جوانب. أولاً، من الناحية الصحية، فإن شعر المولود الجديد هو الشعر الذي تكوّن له أثناء وجوده في الرحم لحمايته من الجفاف والمؤثرات الخارجية. حلق هذا الشعر في الأيام الأولى من الولادة يحمي المولود من الجراثيم والميكروبات التي قد تؤذيه. كما أن الحلق يقوي شعره الجديد ليصبح أقوى وأكثر سمكاً. بالإضافة إلى ذلك، ثبت علمياً أن الحلق يقوي حواس المولود الأخرى مثل الشم والبصر والتذوق.
ثانياً، من الناحية الاجتماعية، فإن هذه السنة تعزز روح التكافل الاجتماعي والتعاضد بين أفراد المجتمع. فالمسلم في فرحه لا ينسى إخوانه المسلمين، ويساهم في إسعادهم من خلال التصدق بوزن شعر مولوده. هذا العمل يعزز الروابط الاجتماعية ويعمم الفرح والسرور بين أفراد المجتمع، خاصة الفقراء منهم.
ثالثاً، من الناحية الشخصية، فإن هذه السنة تعزز مفهوم النظافة الشخصية والاهتمام بالمظهر حتى بالنسبة للمولود الصغير. الإسلام دائماً كان عنواناً للنظافة والطهارة والجمال، وهذه السنة تعكس هذا الاهتمام بالنظافة الشخصية.
في الختام، حلق شعر المولود والتصدق بوزنه سنة نبيلة لها أثر عميق في الصحة والاجتماع والشخصية. يجب على الأهل اختيار الحلاق المناسب لكي يحلق للمولود الجديد بكل لطف ورفق حتى لا يؤذيه.