في سطور هذا المقال، نستعرض ذكريات عزيزة ومواقف بطولية تعكس إرادة الشعب المصري والعربي الموحد. إنه عيد تحرير سيناء؛ يوم يُخلّد ذكرى انتصار الأمة العربية وتحرير أرضها المغتصبة. منذ سنوات طويلة مضت، كانت شبه الجزيرة المصرية هذه تحت الاحتلال الإسرائيلي، حتى جاء اليوم الميمون للثورة العسكرية عام ١٩٧٣ والتي غيرت مجرى التاريخ.
بدأت القصة حين وقعت الحرب العالمية الثانية وانتهت بتوقيع اتفاقيات باريس عام ١٩٤٧ التي اعترفت بدولة إسرائيل ككيان مستقل. لكن الوضع تغير بشكل جذري عندما قامت القوات الإسرائيلية بغزو قطاع غزة وسيناء خلال حرب يونيو/حزيران عام ١967 المعروفة بحرب الـ6 أيام. واستمرت منطقة سيناء تحت الاحتلال لمدة ست سنين صعبة مليئة بالمعاناة للشعب الفلسطيني والمصري على حد سواء.
ومع مرور الوقت، ازداد تصميم الجيش المصري وشعوره الوطني لحماية ترابه ودفاعاً عن حقوقه المشروعة. وفي الثالث من أكتوبر لعام ١۹۷۳، انطلق العدوان المضاد المتزامن مع احتفال اليهود بيوم الغفران اليهودي "يوم كيبوور"، مما أدى إلى مفاجأة كبيرة للقوات الإسرائيلية والاستيلاء عليها لاستعادة الأرض مرة أخرى بعد هزيمة مذلة لهم.
وتوج ذلك الجهد البطولي باسترداد كل شبر من سيناء وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد وفصل القوات بين مصر وإسرائيل سنة ۱۹۷۹. وقد تم الاحتفال بهذا الحدث الرائع بانطلاق أول طائرة مدنية فوق أجواء محافظة شمال سيناء متوجهة نحو مطار القاهرة الدولي بمشاركة واسعة لكبار الشخصيات السياسية والأمنية آنذاك. ومنذ تلك اللحظة، يعتبر الثالث من أبريل يوماً قومياً لمصر يحتفل فيه بإنجازاتها الوطنية ويُحيي ذكري شهدائها وأبطالها.
إن ذكرى تحرير سيناء ليست مجرد تاريخ سياسي فحسب، بل هي قصة تضحية وإصرار وانتصار للأمة جمعاء. إنها دعوة دائمة للتكاتف ونفض غبار الاستعمار والإرهاب مهما اشتد وطأهما وحاول أن يعيث فسادا بالأرض الطيبة للشعب الفلسطيني والسوري واللبناني وغيرهم ممن تعرضوا لدوائره الضيقة الخبيثة. إن رسالة الثوار الذين خاضوا غمار الحرب وعاشوا مرارة المنفى واضطهاد الوطن المؤقت - هي رمز الصمود أمام الظلم وعنوان الحرية المستردّة لكل شعوب العالم الثائر ضد الظلام والجور.