يشتهر المغرب بتاريخ طويل وغني بالتصميمات المعمارية الفريدة التي تعكس تنوع الثقافات والتأثيرات التاريخية المتعاقبة عليه. يعود هذا التنوع الواضح إلى موقع البلاد الجغرافي الاستراتيجي كجسر بين شمال أفريقيا وأوروبا الغربية، مما جعل منه ملتقى طرق للتجار والمستكشفين عبر القرون.
من أبرز مظاهر الفن المعماري المغربي هي القصور والأبراج القديمة، والتي تشيد عادة بالحجر الأحمر المحلي مع استخدام الزليج الملون بشكل جميل ودقيق. أحد أشهر الأمثلة على ذلك هو قصر الباهية في فاس، والذي يعتبر تحفة أدبية حقيقية بسبب تفاصيله الدقيقة وتصميماته الداخلية الرائعة.
كما برزت المساجد كميزة رئيسية في المشهد العمراني للمغرب. مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء مثال رائع لهذه الروح الهندسية الإسلامية، حيث يجمع بين العناصر التقليدية الحديثة مثل الألواح الشمسية لتوليد الطاقة النظيفة. ويعد جامع القرويين بفاس واحداً من أقدم مساجد العالم الإسلامي، وهو مكان مقدس ليس فقط للعبادات ولكنه أيضاً مركزاً تعليمياً هاماً منذ القرن التاسع الميلادي.
بالإضافة لذلك، تتميز المدن القديمة في المغرب، مثل مراكش وفاس، بشوارعها الضيقة التي توفر فرصة للاستمتاع بالتجربة الحسية لشم رائحة الأعشاب والنباتات الطازجة أثناء التجوال بين المحلات الصغيرة والحرف اليدوية التقليدية. هذه الشوارع مليئة بالأعمال الخزفية اللامعه والمعروفة باسم "الزليج"، وهي تقنية موطنية لإنتاج بلاط مرصوف مجسم بتصاميم فريدة ومعقدة.
وفي الجنوب، يمكن رؤية التأثير الصحراوي واضحاً في تصميمات المنازل البدوية باستخدام مواد محلية بسيطة ولكنها فعالة للحفاظ على برودة المناطق الداخلية خلال النهار والحرارة ليلاً. ومن أهم سمات المباني هنا وجود الحدائق المنزلية الصغيرة ("الروض") التي تضيف لمسة خضراء وسط البيئة الصحراوية القاحلة.
إن فن العمارة بالمغرب ليس مجرد بناء مادي بل هو انعكاس ثقافي عميق للأفكار والقيم المجتمعية عبر تاريخ المملكة الطويل والعريق.