الطائر الأعظم... رحلة عباس بن فرناس الأولى نحو السحاب

كان عالم الطبيعة الإسلامي الشهير Abbas ibn Firnas (عباس بن فرناس) رائداً مبكراً في مجال الطيران، مما جعله رمزاً للتقدم العلمي والإبداع الفكري في تاريخ

كان عالم الطبيعة الإسلامي الشهير Abbas ibn Firnas (عباس بن فرناس) رائداً مبكراً في مجال الطيران، مما جعله رمزاً للتقدم العلمي والإبداع الفكري في تاريخ العصور الوسطى. ولد ابن فرناس في قرطبة بالأندلس حوالي العام 810 ميلادي، ونشأ بين أحضان مدينة كانت مركزاً للتعلم والثقافة المتنوعة آنذاك. اهتم ابن فرناس منذ شبابه المبكر بدراسة علم الفلك والرياضيات والفلسفة، لكن شغفه الأكبر كان بالحياة البرية وما تخفيه سماءها من أسرار.

بفضل معرفته العميقة بالنظام البيولوجي للطيور، بدأ ابن فرناس يحلل بشكل عميق كيف تستغل هذه الكائنات الجميلة قوانين الفيزياء لتحليق عاليًا عبر السحب. وفي محاولة منه لفهم سر التحليق، صنع زوجاً من الأجنحة المستوحاة من شكل وطراز أجنحة الطيور. كانت هذه الأجنحة مصممة بعناية فائقة باستخدام الخشب كإطار وقوة الدفع بينما اتخذ الريش دور الوسادة التي تساعد على تقليل الاحتكاك أثناء التسارع للهروب للأعلى.

في يوم مشهور بتاريخ المسلمين، تحدى ابن فرناس جاذبية الأرض وقفز بفرحه من فوق برججامع القرطبي الكبير وكانت خطوته الأولى تجاه تحقيق حلم البشر القديم بطريقتهم الخاصة للارتفاع فوق سطح الأرض. رغم أنه لم يكن قادرًا وقتها على بلوغ هدف الاستقلالية الجوية تمامًا بسبب عدم وجود نظام توجيه هبوط فعال، إلا أنها كانت لحظة فارقة فتح باب جديد أمام التفكير الإنساني واستلهام الطبيعة للإبداعات التقنية الحديثة.

بعد عقود عدة من العمل المكرس والممارسات المثابرة والتجارب العديدة ، نجح أخيرا بانبلوغ مدى أبعد بكثير خلال تجربة لاحقه عام 875ميلادية . لقد ابتكرthen تصميم أكثر تعقيدا لهذه المحاولة الثانية مستخدما أقمشة حريرية دقيقة بالإضافة لريش نسور مجمع بدقة ليضمن سهولة انزلاقه داخل وخارج الغلاف الجوي بحرية أكبر. وبعد سنوات طويلة طويلةمن التجارب وجهود ملحوظه, اختتم حياته بفكرة جديدة ولكن غير مكتملة متوقفا عند نقطة واحدة وهي نقطةالحاجة لتثبيت مثبت خلفي يساهم بتوجيه خط سير الرحلات المنخفضة فتمنع الكوارث المرتبطه بالإنزلاقالفوضوي.

وبهذه الروح الإبداعية والاستعداد لاتخاذ المخاطر بدون خوف, ترك لناابنفرناس تراث مميز يعكس قدرة الإنسان علي تحدي الظروف وتحويل الأحلام إلي واقع مهما بدا الأمرمستحيلاً أولياً. إن روح التجريب لدي هذا الرجل الرائد هي مصدر إلهام لكل مبتكر وشخص لديه شغف بالعلم والمعرفة , فهي تشهد بأن حدود المعرفة ليست ثابتة ويمكن توسيعها باستمرار بالعزم والإصرار والصبر. إنه خير مثال لكيف يمكن للسعي المتواصل والتحسين المستمر أن يؤدي بنا للتقدم والحصول علي فهم أعمق للعالم من حولنا.


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer