تتألف السنة التقويمية عادةً من اثني عشر شهراً، وهو ما يتوافق مع الفصول الأربعة التي تمر بها الأرض أثناء دورانه حول الشمس. هذا النظام تقبته العديد من البلدان والثقافات المختلفة رغم وجود بعض الاختلافات البسيطة بينها. دعونا نستعرض هذه الأشهر بمزيد من التفصيل وننظر إلى تاريخ ظهورها وكيف تحولت عبر الزمن لتلائم احتياجات مختلف المجتمعات الإنسانية.
الشهور الرومانية القديمة كانت أساساً للنظام الحديث للأشهر. بدأ العام عند الرومان بالشهر مارس نسبة إلى الإله الحرب مارس. ثم جاء أبريل (أي الربيع بالإيطالية) مايو، يونيو، يوليو (سمي لاحقاً باسم يوليوس قيصر)، أغسطس (سمي أيضاً تكريماً للإمبراطور أوغسطس). بعد ذلك يأتي سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر حيث تشير كل منها إلى التسلسل الرقمي الثالث والرابع والخامس والسادس بالعربية اللاتينية.
في القرن الخامس قبل الميلاد، قرر القمرانيون إضافة يناير وفبراير كأول شهرين للسنة الجديدة. ومع ذلك، فقد ظل فبراير الأخير دوماً أقصر الأشهر حتى الآن بسبب تبادل يوم واحد بين فبراير وماسون (مارس سابقاً) خلال إعادة تنظيم الشهور لجعل الأيام تتزامن بشكل أفضل مع الدورات الموسمية. وقد حدث تعديل آخر عندما قام الملك جوليان بتغيير اسم الشهر السابع ليصبح يولياً تكريمًا لإنجازاته العسكرية وتم تغيير اسم الشهر الثامن ليصبح أغسطس تخليدًا لأجل حكم إمبراطور روما أوغسطس.
هذه التغيرات التاريخية حولت نظام الشهور الحالي إلى شكله المعروف اليوم. يمكن القول إن هناك اختلاف بسيط فقط بين الثقافة الغربية والعربية فيما يتعلق الترقيم والتسميات الخاصة بكل شهر بناءً على جذوره اللغوية المتنوعة لكنهما يتفقان بأن سنة واحدة تتكون دائماً من اثني عشر شهرًا ثابتة المسماه والمراكز طوال مدار العالم الكبير تحت سماء واحدة مشتركة للعالم البشري.