في الرياضة المثيرة للملاكمة، تلعب الدقة والإتقان دوراً حاسماً ليس فقط من قبل المقاتلين ولكن أيضاً بواسطة طاقم التحكيم المتخصص. يتكون فريق التحكيم عادةً من ثلاثة أفراد رئيسيين يعرفون بالقضاة الثلاثة الذين يشرفون بشكل مباشر على سير المباراة القانوني وبروتوكولها. يقع على عاتق هؤلاء الأفراد مسؤوليات هامة تشكل أساس سلامة اللاعبين ونزاهتها.
القاضي الرئيسي هو الأكثر بروزاً بين الثلاث، فهو المسؤول عن إدارة الحدث ويقرر النتائج النهائية لكل جولة خلال المباراة حتى يتم تحديد الفائز بناءً على نتيجة كل الجولات مجتمعة. بالإضافة إلى هذا، يعمل كأحد المساندين الرئيسيين لتنفيذ القواعد والقوانين التي تحكم رياضة الملاكمة. يقوم بتقييم مدى أداء كل مقاتل في كل دقيقة تمر داخل الحلبة وتسجيل هذه التقارير للحكام الآخرين ومراقبي اللقاء خارج الملعب.
الحكم الثاني والثالث هما شريكان مهمّان للقاضي الرئيسي، وكلاهما له دوره الخاص ولكنهما يؤديان معظم مهامهما بشكل مشترك. يسجل هذان الحكمان أيضا نتائج كل جولة لكنهما غالباً ما يستخدمان نظام درجات مختلف قليلاً وذلك لمنع وجود تناغم مفرط قد يضعف حكمتهم الموضوعيّة. كما يتحققان مما إذا كانت ضربات المنافس تنتهك قوانين الاتحاد الدولي للملاكمة العالمية أم لا. وعندما تكون هنالك شكوك حول قانونية الضربة، يمكن لهؤلاء القضاة تقديم توصيات للقرار النهائي للجولة للأمين العام للحكم الرئيسي الذي سيعلن القرار الرسمي بعد التشاور مع الفريق الطبي ولجنة الرصد داخل وخارج الحلبة.
بشكل عام، يعد وجود ثلاث قضاة أمر بالغ الأهمية لتحقيق العدالة العادلة وضمان سلامة جميع المشاركين. إن خبرتهم وجهودهم المتواصلة تضمن نجاح وصحة بطولة الملاكمة المحترفة الشرسة والتي تتطلب تفانيًا واستبصارًا كبيرًا لتقديم عرض متكامل مليء بالإثارة والمنافسة النظيفة بين الطرفين.
