يمكن اعتبار الإدمان على الكحول أحد أكثر المخاطر انتشارًا في مجتمع اليوم العالمي. يحتوي هذا النوع من المشروبات على مستويات مرتفعة من المواد المخمرة التي تؤدي عند استهلاكها إلى حالات الثمالة والسُكر، والتي لها عواقب وخيمة على الصحة العقلية والجسدية للإنسان. ويمكن تصنيف الكحول ضمن صنفين أساسيين: مخمر مثل البيرة ومقطر مثل الويسكي. وعادة ما يتم صنع الكحول إما من الحبوب مثل الشعير أو الذرة، وإما من الفاكهة مثل العنب والتمر والتفاح.
تشمل الآثار قصيرة المدى لشرب الكحول الغثيان والشعور بالتعب العام وانخفاض القدرة على الرؤية وضبابية التفكير وصعوبة التحكم في الانفعالات. كذلك يمكن أن يؤدي الشرب إلى صداع شديد وفقدان مؤقت للوعي، فضلا عن مجموعة واسعة من المضاعفات طويلة الأمد المتعلقة بالمعدة، بما فيها القرحة. ومن الناحية النفسية، فإن تعاطي الكحول يدمر قدرة الشخص على اتخاذ قرارات رشيدة ويعيق وظائف دماغه المعرفية الأخرى، خاصة ذاكرة العمل البصرية والإدراك.
بالإضافة لذلك، هناك خطر كبير لتلف الأعضاء الداخلية الحيوية نتيجة للشرب المفرط؛ فالبنكرياس معرض بشدة للالتهاب الحاد، بينما ترتفع معدلات أمراض القلب والدماغ انسداد الشرايين والأوعية الدموية بسبب تراكم الترسبات داخلها وبالتالي تهديد الحياة مباشرة. ولا تتوقف الأضرار هنا فقط، فعلى سبيل المثال يصيب كلٌَّ من الكبد والكروموسومات ضرراً مميتاً سابقاً الذكر ممن سبق ذكر تفاصيله حتى وإن لم يكن ذكرت تفاصيله سابقا . فقد يؤدي تكدس الدهون حول الكبد - والمعروف باسم مرض ليبيدوم باتيه - وفي النهاية ينتهي الأمر غالباً بإلحاق تلف دائم بهذا العضو الحيوي مما يجبر المصاب بالحاجة لإجراء عمليات زرع متخصصة للحفاظ على حياته. وهناك أيضا ارتباط مباشر مثبت علميا بين الإفراط في شرب الخمر وأورام سرطانية مختلفة سواء كانت تلك الأمراض حميدة أم خبيثة بطبيعتها ولكن معظم الأحوال تكون خلاياه خلايا غير طبيعية تنمو بشكل غير مسيطر عليه خارج نطاق سيطرتها الطبيعية وهذا بدوره قد يصل بنا لحقيقة صادمة مفادها انه سبب أساسي لوفيات بشرية كثيرة سنويا . وليس مجرد اثار صحية ضارة فقط هي النتيجة النهائية لجشع جسم انسان تجاه تجاوز حدود الاعتدال فيما يتعلق باستهلاك كميات موسمية منه فهو ايضا يلحق اخطار جسيمه بمجتمع فرد مضيع لأوقات قيامه برعاية اسرته ونفقتهم حيث ان المال المستقطع خصيصا لهذه الممارسه سوف يخسر بحكم القانون اذا تم اكتشافه! لذا فالعاقل هو الذي يستقيم الطريق نحو الاعتدال بالحياة لان الفوائد الموجودة بالسلوك المعتدل اكبر بكثير مقارنة بالعائد السلبي للنقيض الآخر!!
هذه نظرة عامة شاملة للتأثيرات الخطيرة المرتبطة بتناول الكحول والتي أثبتتها الدراسات العلمية الحديثة. إنها دعوة للاستفاقة قبل فوات الأوان واتباع نمط حياة محمي قائم على الوقاية والتخطيط المنظم لتحقيق رفاه نفسية وسعادة دائمة لفرد وأسرة مجتمع كامل عبر اختيار البدائل الصحية المناسبة والحذر ممن يحاول المغالطتنا بان طعم الموت ملك يده حين اختاره طريقته !