• صاحب المنشور: فدوى الحمامي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، اتسعت دائرة القلق بشأن أزمة المياه العالمية التي تؤثر على مليارات الأشخاص حول العالم. هذه الأزمة ليست مجرد نقص حادّ في الموارد بل هي نتيجة للتوازن الهش بين الطلب المتزايد والموارد المائية المتناقصة. تتسبب عوامل متعددة مثل تغير المناخ، الزيادة السكانية، والتوسع الصناعي والزراعي في هذا الوضع الكارثي.

تحديات مستمرة

1. التغير المناخي: يؤدي الاحتباس الحراري إلى تقليل كميات الأمطار وتغيير أنماط هطولها مما يخلق حالات جفاف طويلة الأمد وجريان عالي للمياه خلال موسم الأمطار القصير. وهذا يهدد بإلحاق الضرر بالأنظمة البيئية المحلية ويجعل الوصول الآمن للمياه أكثر صعوبة بالنسبة للسكان الذين يعيشون بالقرب من المناطق الجافة أو تلك المعرضة للجفاف.

1. الزيادة السكانية: مع نمو عدد سكان الأرض بسرعة كبيرة، ينمو الاستخدام اليومي للماء أيضًا. كما يستلزم توفير الغذاء والدواء والنقل لسكان أكبر الحاجة لاستهلاك المزيد من الماء لكل فرد. بالإضافة لذلك، يشكل تسرب المياه عبر البنية الأساسية القديمة تحدياً كبيراً حيث تهدر الكثير من الإمدادات قبل الوصول لأصحاب الحقوق بها.

1. الاستخدام غير الفعال: تشير العديد من الدراسات بأن جزء كبير جدَّاً من مياه الشرب يتم استخدامه بطرق غير فعالة ومُفرطة. سواء كان ذلك بسبب التسريب الخفي داخل المنازل أو المصانع، فإن استخدام اليافطات المائية الكبيرة لإعلان المنتجات المختلفة في المدن يمكن تصنيفهما ضمن سوء إدارة موارد المياه أيضاً.

1. الحروب والصراعات: غالبًا ما تكون المصادر الرئيسية لهذه الثروات الطبيعية محط نزاعٍ وصراعٍ طويل المدى خاصة حين يتعلق الأمر بالأنهار العابرة للدولة الواحدة والتي تعتبر مورد حيوي لكثير من الدول التي تمر عليها. ومن أمثلة ذلك نهر النيل الذي يمر بخمس عشرة دولة مختلفة وقد شهد خلافات واتفاقيات عديدة منذ عقود مضت حتى يومنا الحالي.

الحلول المحتملة

رغم الظروف المطروحة أعلاه إلا أنه يوجد حلولا عدة قد تساعد في مواجهة آثار هذه المشكلة الخطيرة وهي كالآتي:

1. تحسين البنية الأساسية: يعد تعزيز بنية تحتية قوية لشبكات توصيل المياه أحد أهم خطوات مكافحة نضوب المياه إذ يساعد منع فقدانه أثناء نقل المسافات الطويلة وبالتالي زيادة توفره للأغراض الأخرى ذات الأولوية الأعلى كهيئة تزويد الناس بشرائحهم المعتمدة منه مثلاً.
2. إدارة ذكية للموارد المائية: تطبيق نظام رقمي يسهر مراقبة عملية صرف واستهلاك واسترجاع ماء الملوث وإعادة تدويره مرة اخرى بعد تنظيفه عبر آليات متخصصة سيضمن تحقيق توازن جديد فيما بين الاحتياج الإنساني واحتمالية ظهور ظاهرة الجدب المجاعة مجددًا مستقبلا إن لم نحسن التعامل الآن .
3. تعاون دولي: تعد الاتفاقات الدولية الناجزة وأنظمة التشريع الدولي فعاليتين للغاية لصنع شروط وعلاقات تضمن حقوق كل طرف عند القيام بتوزيع حصص مشتركة بين أشخاص مختلفين لهم مطالب مشتركيه كذلك ولكن بحجم متفاوت ومختلف تمام الاختلاف.- وفي نهاية المطاف -على الرغم من حجم العقبات والأخطار المرتبطة بموضوعنا السابق إلّا أنّ القدرة البشرية والإرادة السياسية المؤازرة للإستراتيجيات المبينة تبشر باستنهاض اقتصاد عالمي أقوى وقادر على تلبية حاجاته الذاتية بدون ترك تأثير سلبي بيئي لاحقة عليه مستقبلًا إن تم العمل بهذه المقترحات بروح الفريق الواحد وارادته الموحدة نحو هدف واحد وهو الحياة الصحية والسليمة لبني نوع الإنسان جميعا بلا استثناء!