إن فهم معنى الظلم ودراسة أنواعه وآثارها أمر ضروري لكل مسلم. وفقاً للعلماء العرب والفلاسفة الإسلاميين عبر التاريخ, فإن الظلم يعني بشكل أساسي وضع الشيء في مكان غير مناسب له - سواء كان هذا الأمر عقائدي (كالعبادة), شخصي (الأفعال المتعلقة بالنفس) أو اجتماعي (العلاقات بين الأفراد).
لغةً, الظلم يشير إلى تجاوز الحدود والاستيلاء على حقوق الغير. بينما عرف عرفياً بأنه الاعتداء على حق فرد أو مجموعة دون وجه حق. يمكن تقسيم الظلم إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على المستهدف:
- الشرك بالله - وهو العبادة لأحد سواه وهو أكبر أنواع الظلم والذي يعاقب عليه الله بشدّة.
- ظلم النفس - وهذا يحدث عندما يقوم الشخص بإتيان الذنوب والمعاصي الصغيرة والكبيرة مثل الفسوق والشرك وغيرها.
- ظلم الأخوة المؤمنين - ويقع ضمن هذه الفئة أخذ حقوق الآخرين، تناول مالهم بالقوة، انتهاك خصوصياتهم، غيبتهم، سبهم وهتك عرضهم بطرق مختلفة.
بالإضافة لذلك، ينقسم الظلم إلى قسمين أساسيين هما: الظلم بالقول والظلم بالفعل.
أما فيما يتعلق بالآثار والمآلات الناتجة عن الوقوع في دائرة الظلم فقد أكدت النصوص الشرعية الإسلامية أنها ستكون مرتبطة بغضب الله عز وجل وحرمت ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالإجماع والقياس والعقل. كما ذكرت الروايات أن هناك جزاء مؤقت قد يأتي كعبرة للعاصي قبل اليوم الآخر ومن مظاهر ذلك الحزن والخجل نتيجة الأعمال الخبيثة التي اقترفها والتي أدت لتدمير حياة العديد ممن حولَه.
وفي النهاية يجدر بنا التنبيه إلى أنه رغم وجود بعض الأسباب المحرضة للإنسان نحو ارتكاب أعمال ظالمة إلا إنها ليست مبرراً لها إذ تشمل هذه الدوافع الشيطانية ومحاولة النفس للسلوك الخطأ بالإضافة للهوى الداخلي لدى البشر نفسه.