ولد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سنة ١٩٢٤ ميلادية بمدينة الرياض وسط عائلة حاكمة مؤثرة، وهو ابن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. نشأ تحت رعاية والده، مُستمدًا منه معرفته بالحكمة والحكم الرشيد. تلقي علوم الدين والفقه من علماء مختلفين وحلقات دينية متعددة بما فيها المساجد المحلية.
بعد دراسته المتخصصة والتجارب العملية المبكرة مع أبيه -التي أثرت بشكل كبير على شخصيته وشكلت رؤاه الإدارية المستقبلية الواسعة النطاق- بدأ مسيرته الرسمية في سن مبكرة للغاية. تم تعيينه أمينا عامّا للحرس الوطني في العام ١٩٦٢، ليصبح رئيساً له فيما بعد ذلك. وفي وقت لاحق، أقيم أعلى المناصب السياسية حين اختاره أخوه الملك فيصل لتبوء مناصِب وزارية عليا داخل الحكومة مما جعله واحداً ممن ينتمون إلى نخبة المجتمع السعودي السياسيون المؤثرون آنذاك.
ومنذ توليه ولاية العهد حتى وفاته المفاجئة أثناء أدائه لأداء فريضة الحج المبارك برحلته الأخيره عام ٢٠١٥ ، اشتهر بصناعته لمسيرة طويلة مليئه بالإنجازات والمشروعات العملاقة التي ساهمت بشدة في تنمية البلاد مثل إنشاء المدن الكبرى الموفرة للأراضي والموارد الطبيعية الجديدة واستراتيجياتها التجارية الحديثة بالإضافة لتعليم المواطنين وتعزيز مستوى الخدمات الصحية لهم أيضًا عبر بناء العديد من المشافي العامة المنتشرة جغرافياً بمختلف انحاء الوطن العربي الكبير. كما عمل جاهدًا غاية الجد لحلحلة بعض الأزمات الخارجية الملحة منها جهوده البارزة نحو حل خلافات سياسية داخل أفريقيا خصوصًا تلك المتعلقة بدولة الصومال ذات الحدود البحرية المطلة مباشرة بالخليج العربي الغني بثرواتها النفطية الهائلة والتي تعتبر عمود فقري للاقتصاد العالمى الحديث .
كما ترك خلفه إرثًا سياسياً مميزاً عند تعديله لقوانين النظام الداخلي للسعودية وفق رؤية مستقبلية ثاقبة لدفع عجلة التحول نحو مجتمع أكثر حداثة وتطورًا، وقد أكسب هذا القرار مكانة خاصة عند الشعب وأعطاهم الشعور بالأمل وضرورة المثابرة للتقدم بأفضل حال ممكن خدمة لوطنهم الأم وبناء نهضة شاملة تستهدف البشر بكل جوانبه المختلفة.
وأخيرا وليس آخراً فإن ذكر اسمه دومآ مرتبط بأوسمة ونياشين عالية تفوق بكثير ما حصل عليه غيرُه من مسؤولين سابقين وذلك يعكس تقديراً وعظيم الاحترام ليس فقط بسبب انجازاته الذاتيه ولكن أيضا لما تبناه خلال فترة قيادتة الطويله نسبيآ والتي شهدت تشكيل هيكل جديد لبنية الحكم بالسعوديه منذ مطلع القرن الميلادى الحالي ولذلك يُعتبر حقا رائدَ عصر جديدة وطموحات جديدة تهتم باحتضان جميع أبناء شعب المملكة وتحقيق مطالبهم الإنسانية والعلمية والثقافية بلا استثناء.