يشكل شهر شوال جزءاً أساسياً من التقويم الهجري الإسلامي، وهو أحد الأشهر الاثني عشر ذات الطبيعة القمرية. يُحدد طول مدة هذا الشهر بناءً على دورة القمر وحركة الأرض حول الشمس. استناداً إلى طريقة حساب التاريخ الإسلامية المعتمدة على المراقبة الفلكية لرصد هلال بداية ونهاية الشهر، يمكن تصنيف عدد أيامه ضمن خانة واحدة من احتمالات معينة.
في الغالب، يعد شهر شوال -مثل باقي شهور العام القمري- إما تسعة وعشرين يوماً، وإما ثلاثين يوماً. يعود السبب الرئيسي لذلك إلى اختلاف دورات القمر حول الأرض، والتي تؤدي بدورها إلى تغييرات طفيفة وملاحظة ظاهرة غروب هلال آخر يوم من الشهر الحالي ورؤية طلوع الهلال الجديد لأول يوم من الشهر التالي.
إن معرفتنا بثوابت عداد اليوم والشروق هي مفتاح فهم عملية تقدير مدى وسنة شهر شوال. فعند مشاهدة ظهور هلال الشهر بشكل واضح عقب مغيب قرص النهار الأخير، يعلن بذلك انتهاء أيام شهر رمضان الكريم وانتقال المسلمين نحو مرحلة جديدة مليئة بالأمل والإحساس الروحي المرتبط بذكريات شهر الصوم والاستغفار والتسامح. بينما يستقر وضع الهلال داخل منظومة السماء ليلا ليصبح "هلال العيد"، مما يشعل مسعى التدبر والعرفان للنعمة الربانية بإتمام عبادة فرضت علينا جميعا بلا استثناء.
كما أنه بات معروفاً ارتباط شهر شوال بحساب عدة مراحل مهمة في حياة المرء الديني والحياة العامة أيضًا. إذ تنبع أهميته بمصادفته لعيد الفطر السعيد وما تحمله تلك اللحظات المضيئة من رمزيات معنوية وثقافية فريدة تحمل رائحة عطرة حتى الآن عبر حقبات تاريخية مختلفة. كما أصبحت سنة صيام ستة أيام من أيامه أمر مستحب لدى الكثير ممن سعوا للاستفادة القصوى من فضائل هذا الموسم المنعم ببركاته الكبيرة والأثر الطيب المترتب عليها فيما بعد الحياة الدنيا كذلك. بالإضافة لكل ما سبق ذكره آنفا ، نجده أيضا يحمل رسالة أخرى تتمثل بتجدد نشر المحبة والعفو المتبادل بين البشر أثناء حلوله بما يساهم تعزيز روابط المجتمع ووحدة الصفوف تحت مظلة الدين الواحد عالميًا . أخيرا ليس هناك رابط مباشر يدفع لكراهة الاحتفال بزفاف شخص جديد إن وقع توقيع عقد الزواج الخاص بهم تحديداDuring this sacred month! فالاعتقاد القديم القديم المطروح سابقا بأن العرب كانوا يخافونه بسبب عدم ولادة ماشيتهم عنه غير صحيح ولا يدخل تحت نطاق اعتباراته المعاصرة المتحضرة والتي تعتمد أكثر فأكثر توثيق عقود الزيجات أسبوعا أسبوعا وتحقيق تكرار ذلك الحدث الاجتماعي الضخم باستمرار ودون حدوث صراع فعلي معه رغم اقتراب مدته التشغيلية من نهاية فصل الصيف نسبياً نتيجة دوره الملفت منذ مطلع القرن الماضي والذي أصبح علامة فارقة مميزة لمختلف جوانب العمل الإنساني المنتشر بكافة ربوع أرض الجزيرة العربية وغيرها من الدول المؤمنة بالإدارة التقويمية المذكورة سابق ذكر لها هنا..
وفي النهاية تجدد المناسبات السياحية والسفرية المختلفة المرتبطة بالمناسبات الثقافية والفلكية الأخرى تعد دليل دامغ على قدرته الهائلة لجذب الانتباه العالمي نحوه وعلى الرغم مما مر عليه من ألم مؤقت مرتبط بغزو الفرس له ولكنه سرعان ما تمكن منهم مرتداً عليهم برد فعل حازم وصلب للغاية جعل منه خارطة طريق ثابتة بالنسبة للحركات السياسية العسكرية الأكثر تأثيراً وسط المجتمع البدوي العربي الكبير بصفة خاصة.