بين صفحات كتب التفسيرات القديمة والأبحاث الحديثة حول علم نفس الأحلام، يُعتبر الصراخ أحد أكثر المشاهد شيوعًا ولكنه الأكثر تعبيرًا غالبًا. وفقًا لتراث الفقه الإسلامي، خاصةً عبر تفسيرات علماء مثل النابلسي وابن شاهين، فإن رؤية الشخص للصراخ في الحلم ترتبط بشكل مباشر بالأحداث القادمة التي قد تكون مليئة بالحزن والمآسي. فقد يقترح هذا النوع من الرؤية احتمالية وجود تحديات كبيرة وصعبة قادمة سواء كانت مرتبطة بأعمال أو بشؤون شخصية وعائلية.
في الوقت نفسه، يمكن اعتبار الصراخ في الحلم مؤشرًا على طلب المساعدة، كما يشير المؤلف الأصلي. عندما ترى الآخرين يصرخون، هذا قد يعكس حاجتهم لكِ للمساندة والدعم بطريقة غير منتظرة. وعلى الجانب السلبي، إذا سمعت صراخ منكوبين، هذا ربما يحذر من دخول you في مواقف خطيرة لكن مع اليقظة والبصيرة ستتمكن من تجاوز تلك المحن المؤقتة. بينما الصوت المفاجئ للدهشة يدل على احتمال الحصول على دعم من مصدر غير متوقع، والصراخ للحيوانات البرية يوحي باقتراب الحدث الخطير. وبالمثل، عند سماع صرخات الإستغاثة من الأقارب أو الأصدقاء، فهي علامة واضحة على المرض أو المصائب التي تعرضوا لها.
من جهة أخرى، قدم العالم العربي القديم أيضًا وجهة نظر مختلفة. وفقًا للنابلسي وابن شاهين، يظهر البكاء بدون صرخات راحة من الهموم والغموم. ورؤية الدموع بدلاً من البكاء تؤدي الى تحقيق الأمنيات والوصول إليها. أما بالنسبة للدموع الباردة فترمز للإنتهاء من آلام الماضي وتحقيق الانسجام النفسي. وفي بعض الحالات، تم الربط بين الدموع وزيادة الثروة المالية. بالإضافة لذلك، هناك اعتقاد بأن رؤية شخص تبكي بشدة قبل الضحك تعد مؤشراً لقرب نهاية الحياة ولكن بنهاية سعيدة بناءً على الآية القرآنية "وأنه أضحك وأبكى".
بالإضافة لهذه النقاط التقليدية، توفر دراسات علم نفس الأحلام نظرة عميقة حول رمزية الصراخ والنوبات العاطفية الأخرى خلال الأحلام. هنا حيث يتم تعريف هذه التجارب كجزء حيوي من عملية التحليل اللاواعي للأفكار والعواطف المكبوتة داخل النفس البشرية. بالتالي، حتى لو كانت رؤية الصراخ مخيفة، فإن أهميتها تكمن ليس فقط فيما تحمله من رسائل محتمَـلة بل أيضا كمصدر لفهم العمليات الداخلية للشخصية الإنسانية وتطورها الروحي والنفسي.
وفي النهاية، رغم اختلاف وجهات النظر هذه، إلا أنها جميعها تسعى للاستجابة لرغبة الإنسان الجوهرية بفهم الذات والتواصل مع عالمه الداخلي الغامض والمعقد.