سلبيات مكانت الإنترنت: آثارها الاجتماعية والنفسية على الشباب

تشهد المجتمعات الحديثة انتشاراً واسعاً لمقاهي الإنترنت، وهي أماكن تجمع شبابية تقدم خدمات الاتصال بالإنترنت واستخدام الحواسيب مقابل رسوم رمزية. بينما ت

تشهد المجتمعات الحديثة انتشاراً واسعاً لمقاهي الإنترنت، وهي أماكن تجمع شبابية تقدم خدمات الاتصال بالإنترنت واستخدام الحواسيب مقابل رسوم رمزية. بينما توفر هذه المقاهي العديد من الفوائد مثل فرص التعلم والتواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إلى مصادر المعرفة، إلا أنها تحمل أيضًا جانباً مظلماً قد يؤثر سلبياً على المستخدمين خاصةً فئة الشباب. سنستعرض فيما يلي بعض السلبيات الرئيسية المرتبطة بمقتصيات الإنترنت وكيف يمكن أن تؤثر بشكل غير مرغوب فيه على مستخدميها.

  1. الاستخدام الزائد والإدمان: يُعد إدمان الانترنت أحد أهم المخاطر التي تواجه مرتادي مقاهي الانترنيت. يقضي الكثيرون ساعات طويلة داخل تلك الأماكن متوغلين في عالم افتراضي ممتع وغامر، غافلين عما يحدث حولهم. وهذا الإدمان قد يسبب مشاكل اجتماعية ونفسية خطيرة بما فيها العزلة وفقدان التحفيز وانخفاض الأداء الأكاديمي والعائلي.
  1. التأثير النفسي والأخلاقي: تعد قضاء فترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أمر محتملاً ليشكل ضغطا نفسيًا وعاطفيًا للمستخدمين. فقد تشعر عيناهم بالتعب والجفاف بعد فترة قصيرة بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشة الزرقاء المنبعثة منها الضوء الصافي ذو التردد القريب من الأشعة فوق البنفسجية مما يعرضهما لتلف الخلايا وأمراض العين المُزمِنة وعلى المدى القصير إرهاقهما وعدم القدرة على التركيز . بالإضافة لذلك فإن محتوى مواقع التواصل الاجتماعى المتنوع والذي يتميز غالبا بتسريبات مضحكة وصور فاضحة وسلوكيات غير أخلاقيه وغيرها ، كل ذلك يشجع الشباب علي تقليد ما يرونه ويؤدي إلي انحراف سلوكي منهم تجاه المفاهيم الأخلاقية والقيم الدينية المتعارف عليها وموجودة لدي جميع الشرائح العمرانية والدينية والثقافية المختلفة .
  1. الإنتاجية المهدرة: رغم وجود واجهة عمل رسمية نسبياً داخل مقاهي الأنترنت لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للشباب الذين يستغلون هذه المساحات كمكان للتلذذ بالمحتويات الترفيهية وتعميق العلاقات مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الاستفادة من الفرصة للحصول على معلومات ثقافية تعليمية مفيدة تساعدهم مستقبلا سواء أكاديميًا أم مهنيًا . وقد تتسبب جلسات البطالة تلك بحالات اكتئاب وخيبة أمل نتيجة عدم تحقيق الغاية المرغوبة خلال اليوم الواحد وليلة كاملة كانت ستكون كافية لإنجاز أعمال منزلية مهمّة دراسية بل وصلت الحالة احيانا لأشخاص آخرين حيث تركوا المدارس ولم يكملوا شهادتهم الجامعية فقط لأنه قضوا وقت فراغهما بين حيطان تلك البيوت الإلكترونية ! فضلاً عن كونها مساحة مجهولة المصدر لقضاء الوقت بدون رقابة الاسر والتي تعتبر عاملاً مؤثراً أيضاً بالإصابة بالأفعال الاجراميه كالسرقات مثلاً ... وهكذا ...
  1. مشاكل صحية جسمانية: هناك مخاوف أخرى متعلقة بصحة مستخدمي مقاهي الإنترنت والتي تنفرد بها هذة النوعيات من المحلات التجارية . فعلى سبيل المثال : الاحتراق الكهربائي الناتجة عنه رطوبة شديده وانتشار الروائح الكاوية المنبعثة منه وكذلك كثرة استنشاق دخان السجائر المستمرة طوال يوم العمل بكافة أشكال منتجات التبغ الأخرى التي تؤذي الجهاز التنفسى للأفراد المؤدين لهذه الأعمال وذلك لما لها تأثيرعلى مقاومة الجسم للجراثيم وبالتالي سهوله انتقال الامراض المعدية خصوصًا مرض الربو والحساسيه العامة فى مجرى الدم وبروز علاماتها الظاهرة ظاهرة جدا لمن هم بالقرب ممن يعملون بهذا المجال بشكل مباشر .. علاوة على إصابات الجلد بأنواع مختلفة نتيجه استخدام لوحات المفاتيح وحركة اليد باستمرار وما ينتج عنها عرض جسم الشخص للإشعاعات الكهرومغناطيسية الخطرة طوال المشوار العملي الخاص بهم !!

وفي النهاية ، فإنه رغم الفوائد العديدة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والمعرفة المكتسبة أثناء زيارة مقاصب الإنترنت إلّا أنه يجدر بنا التفكير مليا قبل اتخاذ قرار بزيارته واستخدامه لأن حياتنا الشخصية سوف تحتضر إذ زاد مدخلنا إليه أكثر وأكثر...


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات