التطور العقلي وفق نظرية بياجيه: رحلة اكتشاف القدرات المعرفية عبر الزمن

مقدمة: درس جان بياجيه، عالم النفس الشهير، تطور القدرات المعرفية للطفل بإمعان طويل. وأثمرت جهوده تحديد ست مراحل رئيسية، تبدأ منذ لحظة الميلاد وتستمر حت

مقدمة:

درس جان بياجيه، عالم النفس الشهير، تطور القدرات المعرفية للطفل بإمعان طويل. وأثمرت جهوده تحديد ست مراحل رئيسية، تبدأ منذ لحظة الميلاد وتستمر حتى بداية مرحلة البلوغ المبكرة. لكل مرحلة مميزات فريدة تعكس تقدم قدرة الطفل على المعالجة والاستيعاب المنطقي للعالم من حوله. هنا تلخيص مفصل لتلك المراحل:

المرحلة الأولى: الحسية-الحركية (من الولادة إلى العام الثاني):

في هذه الفترة الأولى للحياة، يقضي الرضع وقتا كبيرا في اكتشاف بيئتهم الجديدة عبر الحواس والحركات الجسدية. إنهم يسعون لفهم العلاقة بين تصرفاتهم وما يحدث خارج أجسادهم. بحلول نهاية السنة الأولى، يتكون لديهما فكرة أساسية عن وجود أشياء مستقلة عن ذاتهما - وهي خطوة مهمة نحو إدراك المفاهيم الثابتة. ومع اقتراب دخول العام الثالث، يظهر القدرة على تخيل الأشياء غير المرئية، مما يشكل أساس التجريد العقلي لاحقا.

المرحلة الثانية: ما قبل التشغيل (العام الثاني حتى الخامس):

هذه المرحلة تمثل انتقالا جذريا نحو تمثيل أكثر تنظيما لكوكب الأرض ومحيطه. يمكن للأطفال الآن خلق صور ذهانية واضحة لما يواجهونه بناءً على تجارب سابقة. ويكتشفون متعة اللعب بالتظاهر وانشاء قصص خيالية مبتكرة للغاية. وفي الوقت نفسه، ينمي الحديث دائرته اللغوية ويتزايد اهتمامهم الفضولي بالأحداث الجارية مليئة بالسؤال والإجابة عنه. لكن تبقى هناك مشكلة تتمثل في التركيز الشديد على منظور شخص واحد فقط وعدم اعتبار وجهتي نظر مختلفتين ممكنتين خلال عملية حل المسائل.

المرحلة الثالثة: التشغيل الحسي/محسو (العمر المناسب لذلك هو من خمس سنوات حتى تسع سنوات):

مع بلوغ العمر القصوى لهذه المرحلة، بدأ ينصب تركيز الطفل على التفكير العلمي المنظم بشأن موضوعات محددة كان له بالفعل اتصال جسدي سابق بها. ولم يعد التركيز الانعزالي للنصف السابق يعوق عمليات اتخاذ القرار؛ بل أصبح هدا الأخير قادرا على فهم علاقات السببية وتحليل العلاقات المتبادلة بين الأشياء المختلفة الموجودة ضمن نطاق محدود لوعيه الحالي لعناصر الواقع الموضوعي كالعدد والقيمة والجنس وغير ذلك الكثير. وبفضل إضافة خصائص جديدة لفهمه لسيكولوجيته الداخلية وخارجيتها فإن احتمالات تطوير أساليب مختلفة لإدارة المواقف اليومية اليوم كثيرة جدًا مقارنة بما سبقتها سابقا!

المرحلتين الرابع والخامس والسادس مجتمعتان تحت اسم "الصورة" و"العمليات المجردة":

يتعرض الطالب الأكبر سنًا لتحولات كمية نوعية عندما يصل لمراحل النضوج الأخيرة بدءًا من سن اثنتى عشره سنة حتى الوصول لنهايته الرسمية بالإعلان الرسمي لصلاحية الأفراد ثقافيًّا واجتماعياً ونفسيًّا للاستقلالية الشخصية بمجموعاتها الثلاث الرئيسية التالية:

1) استخدام منطق مجرد مستند لرؤية نظريات قابلة للتطبيق داخل حدود العالم الصغير الخاص بكل فرد منهم فضلاعنقدرتها كذلك علـى التعامل خارج الحدود المكانية التقليدية خاصة لدى أولائك الذين يتمتعون بدرجات عالية من المهارات التحليلية والفلسفية الرائجة حاليا وسط شباب عصرنا هذا عصر المتغيرات المتسارعة تكنولوجيا وعلميًا وعاطفيًا أيضا .. 2) الانتقال أيضًا لتدعيم عقيدة ثبات الأحكام العامة – بعض تلك الحكم قد يغرق البعض الآخر فيه بينما يعمل الأخرى بنظام مختلف تمام الاختلاف تمام عدم الاتفاق عليه..٣) أخيرا وليس آخرًا ، الظواهر الغامضة والتي كانت تعتبر ذات مرة جزءًا خاصآآ من الحياة الروحية بالنسبة لمجموعة المستهدفين ولكن بعد انحسار تأثيرها وانعدام أهميتها الحديثة فقد ظلت قائمة بلا جدويوهذه هي الرحلة التي وضعها لنا الدكتورجان بتحديد محطات إيقاعية متقطعة تتبلور فيها آراء ومفهومات مغايرة للتأثير السلبي للسائد المجتمعي آنذاك .


عاشق العلم

18896 بلاگ پوسٹس

تبصرے