جائزة الكرة الذهبية، المعروفة أيضًا باسم "بالون دور"، هي واحدة من أعلى الجوائز الفردية التي يمكن لأي لاعب كرة قدم الحصول عليها. تأسست هذه الجائزة العريقة عام 1956 بواسطة مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة، لتكون تكريمًا سنويًّا لأفضل لاعبي كرة القدم حول العالم. طوال العقود الخمسة ونصف الأخيرة، شهدت جائزة الكرة الذهبية العديد من اللحظات التاريخية والأحداث البارزة التي أثرت بشكل كبير على عالم كرة القدم العالمي.
بدأت القصة عام 1956 عندما قررت مجلة فرانس فوتبول إطلاق جائزة خاصة لتمييز أفضل اللاعبين كل سنة. كان ذلك بعد فترة وجيزة مباشرةٍ من كأس العالم لكرة القدم لعام 1954 والتي فاز بها المنتخب الألماني الغربي تحت قيادة هيرمان ستيفان، مما أدى إلى زيادة الاهتمام وظهور نجم جديد وهو بيليه البرازيلي الشاب آنذاك والذي سيصبح فيما بعد أحد أساطير اللعبة. وبالتالي فإن اختيار المجلة لإقرار مثل تلك المكافأة قد جاء كرد فعل مباشر لما حدث خلال الحدث الرياضي الأكبر في العام السابق له.
في أول دورة لجائزة الكرة الذهبية، تم منحها للادوارو مانشيني، المدافع الإيطالي الدولي. وقد كانت هناك بعض التغيرات الطفيفة في طريقة التصويت والتقييم منذ بداية العملية حتى اليوم الحالي. فقد بدأت مع تصويت لمختصين فقط ثم توسعت لاحقاً لتشمل مجموعة متنوعة أكثر من الصحفيين والمراسلين ومعلقي المباريات وأخيراً وصل الأمر حتى حصول الجمهور على فرصة للمشاركة برأيهم أيضاً.
من بين لحظات مميزة أخرى في تاريخ الجائزة نذكر فوزه المتواصل لفريق ريال مدريد بالجائزة لمدة خمس سنوات تقريبياً بين الأعوام ٢٠١٤–٢٠١٨؛ حيث حقّقت النجوم كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش وكريم بنزيما نجاحات ملحوظة للغاية ليس فقط داخل الملعب ولكن خارج حدود المسابقة الأوروبية أيضًا ليجعلوا ناديهما الأكثر تحليقاً في سماء المنافسات الدولية. كما يعد موسم ١٩٩٩/2٠٠٠ هو الوحيد الذي أقيم فيه نهائي لهذه الجائزة مرتين بسبب تأجيل الانتخابات الأصلية بسبب الأزمة المالية المرتبطة بتلك الفترة الزمنية الحرجة. وفي السنوات الأخيرة، استضاف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فعاليات تسليم الحفل الخاص بجوائزه الخاصة بما فيها جائزة أفضل لاعب عالميًا بالإضافة لكاس العالم للأندية وغيرهما الكثير غيرهما مما عزَّز مكانة وتأثير هذا الحق العربي القديم بطرق جديدة تمامًا مقارنة بمصدر نشوئه الأصلي.
إن مسيرة الكرة الذهبية تعكس مدى تأثير الفن الراقي والرياضة الثانية للعالم وهي كرة القدم المجتمع الإنساني ككل؛ فهي ليست مجرد مسابقة بل إنها رمزٌ للتناغم الثقافي والمعرفي والفني المشترك بين مختلف جيوش الأرض رغم اختلاف ظروفهم البيئية والحياة الاجتماعية ولا يزال الفضل يرجع إليها كمحرك رئيسجي للإبداعات الجديدة المتنوعة سواء أكانت فنون تمثيل وصناعة أفلام وثائقية عنها ام تطوير منتجات تجارية مرتبطة بكلا الجانبين التقليديين والعصر الرقمي حديث الولادة!