وفقاً لتقديرات السكان الحالية، يشكل الشعب الكردي حوالي 20٪ من مجمل سكان تركيا الذين يناهزون عددهم 80,845,215 شخصاً. وبالتالي فإن عدد الأكراد الزاخري يمكن تقديره بحوالي 16 مليون فرد، مما يجعل منهم ثالث كبرى الأقليات العرقية في بلاد الشام والشرق الأوسط بعد العرب والفارسيين.
يعيش أغلبية الأكراد الترك في الجزء الجنوبي الشرقي والدولي منها؛ تلك الأرض المعروفة تاريخياً بكردستان والتي تتميز بطابع ثقافي وفكري فريد خاص بها رغم كونها جزءاً جغرافياً من الجمهورية التركية الحديثة. ومنذ الثلاثينات بدأ النظام السياسي التركي سلسلة تدابير للحفاظ على هويتها الثقافية ونظام لغتها الأم ضمن حدود الدولة المركزية الموحدة.
وتتمثل لهجتهم الدارجة -الكردية- بأنها أحد الفروع الفرعية للغات الهندواروبية متشعبة بجذر روحي عميق وعريق مضى عليه قرون طويلة منذ عصر البابلية القديمة وما قبله بكثير. وفي المقابل تعتبر اللهجة الرسمية للدولة ذات جذور أقرب للأصول التركية لكن ذلك لم يكن مانعا لهم أبدا لاستقلال نسبيا بالحركة الذاتية والإدارات المحلية الخاصة بهم تحت مظلة القانون الوطني العام للمملكة المترامية الحدود والمعروفة حالياً بالإتحاد الاتحاد الأوروبي.
وموقع تجمعاتهم الرئيسي الآخر خارج إطار الوطن الام يكمن غالب الظن بمناطق واسعة تمتد لأراضي كلٍ ايران وإقليم شمال العراق وسوريا كذلك بالإضافة لمنطقة ارمينية والقوقاز عامة بشكل عام . يستدل لذلك مسميات جغرافية بديلة قديمة مثل "كرت" وكوردسون". الأمر الجدير بالذكر أخيرا إن المصطلح الأخير الشهير "كردستان" يحمل طابع رمز سياسي مؤثر ومختلف حسب السياقات المختلفة للتطبيق العملي سواء كانت وطن تركماني مستقلا بذاته أم مجرد تسمية للإقليم الكردي الحديث الواقع داخليا بين دولتين متواليتين هما العراق وإيران والحكومتان معاً تشتركان بتاريخ مشترك عميق ومتنوع حول تلك الأرض نفسها!