العصر الحجري يعتبر واحد من أهم الفترات التي مر بها الإنسان خلال تاريخه الطويل. يُطلق عليه هذا الاسم بسبب استخدام الأدوات الصخرية كأداة أساسية للتكيف مع البيئة والمشاركة في الأنشطة اليومية مثل الصيد والتغذية وغيرها. هذه الفترة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مراحل رئيسية وهي: العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الأوسط، والعصر الحجري الحديث.

في مرحلة العصر الحجري القديم، والتي تعد أقدم فترتين بين الثلاثة، استخدم البشر أدوات حجرية خامة ومتكافئة القطع بشكل أساسي. لم يكن هناك دليل واضح على وجود مجتمعات منظمة أو بناء هياكل دائمة؛ كانت حياة الناس تتمحور حول التنقل بحثاً عن الغذاء.

ثم جاء بعد ذلك العصر الحجري الأوسط، المعروف أيضاً بالعصر الحجري الوسطى أو بالنيوليثيك. شهدت هذه الفترة تطوراً ملحوظاً في مهارات النحت والحفر للأدوات الصخرية، مما سهل مهام الصيد وصناعة الملابس والأواني الفخارية. بالإضافة لذلك، بدأت بعض المجتمعات الأولى في زراعة النباتات واستئناس الحيوانات - وهو ما يعرف بثورة النيوليثي - والذي كان نقطة تحول مهمة نحو الاستقرار الدائم.

وأخيراً، وصلنا للعصر الحجري الحديث حيث توسع استخدام المواد غير الصخرية كالبرونز والنحاس وأسس أول المدن والدوليات الصغيرة. رغم اختلاف التفاصيل حسب المنطقة الجغرافية والثقافية، إلا أن كل تلك المراحل تشكل جزءاً أساسياً من قصة تسلق الإنسانية لسلم التقدم الاجتماعي والمعرفي. إنه حقبة مثيرة للاهتمام تعكس قدرة الإنسان على التأقلم والإبداع despite الظروف الطبيعية القاسية آنذاك.