توفي الخديوي إسماعيل بن سعيد باشا، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ مصر الحديث، في الثالث عشر من شهر مارس عام 1895. حكم البلاد لمدة ثلاثين عاما، منذ توليه الحكم سنة 1863 حتى خلعه سنة 1879 بسبب الديون المتزايدة التي تراكمت خلال فترة حكمه الطويلة. كان لإسماعيل رؤية ثاقبة للتحديث والتطور، حيث سعى إلى تطوير البنية التحتية والتعليم والصحة العامة بمصر.
بدايةً, بدأ بإصلاحات كبيرة شملت إنشاء خطوط سكك الحديد الأولى في الشرق الأوسط وامتداد شبكة المياه والكهرباء. كما أسس العديد من الجامعات والمعاهد التعليمية الحديثة مثل جامعة القاهرة وكلية الطب بالقاهرة وغيرها الكثير. ولكن هذه المشاريع الضخمة جاءت بتكاليف باهظة أدت بدورها إلى تراكم ديون ضخمة أثقلت كاهل الدولة المصرية.
وبالرغم من ذلك, يظل إسماعيل شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ المصري. فمن جهة يُعتبر رائدًا في مجال الرؤية المستقبلية وتنفيذ مشروعات تنموية واسعة النطاق بينما ينظر إليه البعض الآخر كمسبب رئيسي للأزمة المالية التي عصفت بالبلاد وقتذاك. وفي النهاية, اتخذ مجلس الوزراء البريطاني قرارًا بخلع الخديوي وإبعاده بحجة عدم قدرته على إدارة الشؤون الاقتصادية للدولة بشكل فعال.
بعد خَلْعه, عاش سنوات قليلة خارج مصر تحت الإقامة الجبرية قبل وفاته في المنفى الفرنسي. ترك خلفه إرثًا متنوعًا مليئاً بالإنجازات والإخفاقات مما جعله رمزاً مؤثرًا ولا يزال محل دراسة وبحث بين المؤرخين والمختصين بالحياة السياسية المصرية القديمة والعلاقات الدولية آنذاك.