في عالم الفلك والتاريخ، تتميز السنة القمرية بنظامها الفريد الذي يعتمد على دوران القمر حول الأرض. تتكون السنة القمرية من ١٢ شهراً، كل منها يعادل فترة واحدة من دورات القمر الكاملة - وهي تقريبًا ٢٩.٥ يوم، مما يجعلها أقصر بكثير من العام الشمسية. ومع ذلك، فإن الطريقة الدقيقة لحساب عدد أيام السنة القمرية ليست مباشرة.
تبلغ مدة الدورة الكاملة للقمر حوالي ٣٥٤,٣٦٦٦ يوماً، لكن هذه المدّة لا يتم احتسابها بشكل مباشر كنظام زمني مستقل. بدلاً من ذلك، يستخدم المسلمون وغيرهم ممن يتبعون التاريخ القمري سنة هجرية مكوَّنة من ٣٥٤ أو ٣٥٥ يوماً بناءً على توافق الكسور الناجمة عن عدم الانسجام الدقيق بين دورات القمر والشمس. وهذا يعني أنه بينما تستغرق الأرض حول الشمس عاماً شامسياً قدره ٣٦٥,٢٤٢١ يوماً تقريباً، قد يصل تعداد أيام السنة القمرية إلى ما يقارب الـ ٣٥٥ في سنوات "الكبيس"، ثم ينخفض إلى ٣٥٤ يوماً الآخرين. وبالتالي فإن الفرق الكبير بين الاثنين يرجع أساساً لهذه الاختلافات البيولوجية الطبيعية.
ومن الجدير بالذكر هنا أسماء أشهر السنة القمريّة وفق التقويم الهجري الإسلامي تحديداً: المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجُمادى الأولى وجَمادى الأخرة وَرَجَب وشَعبَنْ ورمضان وشوال ودُو القَعدَه ودُو الحِجه. لكلٍ منهما قصته وأصله التاريخي الخاص المرتبط بتراث الثقافة الإسلامية القديمة.
وفي النهاية، يمكن اعتبار اختلاف نوعي السنين أحد أهم الأمثلة التي تؤكد عمق تراث البشر المعرفي العلمي المتنوع عبر القرون المختلفة واستلهاماته المستمرة حتى الآن!
