الاستشعار عن بعد: نظرة شاملة على التقنية وأدواتها المتنوعة

يمثل الاستشعار عن بعد نهجاً علمياً متقدمًا يعتمد على جمع بيانات حول مناطق مختلفة عبر وسائل غير مباشرة مثل الأقمار الصناعية، الطائرات، أو حتى المركبات

يمثل الاستشعار عن بعد نهجاً علمياً متقدمًا يعتمد على جمع بيانات حول مناطق مختلفة عبر وسائل غير مباشرة مثل الأقمار الصناعية، الطائرات، أو حتى المركبات البحرية. تتم برمجته لتحقيق عدة غايات تتعلق بالأرض والمناخ والموارد الطبيعية وغيرها الكثير. يعود أول ظهور للاستشعار عن بعد لأول صورة جوّية لباريس سنة ١٨٥٨ والتي كانت ملتقطة من المنطاد الجوي، مما مهد الطريق لاستخدامه فيما بعد في الخدمات العسكرية خلال الحرب الأهلية الأمريكية بطريقة بدائيّة. ومع مرور الوقت، تقدَّمت التقنية واستخدمت القمر الصناعي بشكل أساسي لتوسيع نطاق الرصد ليصل لكل أرجاء الكوكب وخارج حدود نظامنا الشمسي أيضًا.

يستغل الاستشعار عن بعد في العديد من القطاعات بما فيها الأرصاد الجوية؛ إذ يُوفر معلومات قيمة بشأن درجات حرارة الهواء وسُرعة الرياح وضغوطها. وفي مجال الزراعة والنبات، يمكن لهذه التقنية المساعدة في توقع إنتاج المحصول ورصد أماكن تجمع أنواع معينة من الأعشاب البرية. كما يلعب دور هام أثناء التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات حيث تعمل كأداة فعالة للإخطار المبكر والتقييم الدقيق للتلف الناجم عنها.

أما بالنسبة للسعي نحو اكتشاف الثروات الطبيعية تحت الأرض، فإن الاستشعار عن بعد يساهم بشكل كبير في معرفة مواقع احتياطاتها سواء كانت نفط أو معادن، فضلاً عن مراقبة مستويات مخازن تلك الخامات الموجودة بالفعل. ومن الجانب العسكري، توفر الخرائط التفصيلية لمواقع المباني والعساكر خصائص دفاعية استراتيجية. أخيرا وليس آخراً، يستعين علماء المياه بهذا الجهاز أيضا للحفاظ على موارد المياه الخاصة بهم وذلك بمراقبة معدلات هطول الأمطار وجودة طبقات المياه الجوفية المعتمدة لديهم. وبذلك نجده أداهٌ مهمة ذات تأثير كبير ومتعدد الأوجه ضمن مجتمع اليوم العلمي الحديث.


عاشق العلم

18896 blog posts

Reacties