تلعب التوعية الصحية دوراً حيوياً في المجتمع الحديث، فهي تعتمد على نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع لتوجيه سلوكياتهم نحو اتخاذ قرارات صحية مدروسة. يتمثل دور الإعلام هنا كأداة رئيسية لنقل هذه الرسائل والقيم الصحية عبر شتى الوسائل المتاحة. هدف التوعية الصحية ليس فقط الحد من انتشار الأمراض ولكن أيضاً تعزيز نمط حياة صحي يحسن من نوعية الحياة العامة.
العلاقة بين التوعية الصحية والإعلام تتبلور عبر مستويين: مستوى تعاوني يركز على استخدام الإعلام لدعم التنمية الثقافية الصحية وتعزيز برامج الوقاية، ومستوى وظيفي يعكس سياسات إعلامية تراعي العقيدة والثقافة المحلية من خلال تقديم معلومات صادقة ونشر القيم الصحية وتحقيق الأمن الصحي.
هنالك عدة مؤسسات تلعب أدوارًا محورية في نقل رسالة التوعية الصحية:
- الأسرة: تعدُّ الأسرة حجر الزاوية في عملية التربية والتوجيه الصحي المبكر. بالتالي، تحفيز الآباء والأمهات للحصول على خلفية صحية كافية ليساعدهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم أمر ضروري.
- المسجد: كمكان مقدس وملتقى روحي للمسلمين، يمكن استخدامه كوسيلة فعالة لنشر الرعاية والصحة الروحية والجسدية. كما أشرت سابقاً، فإن الامتثال للقواعد الصحية يعد عملاً صالحاً بينما يعد عدم القيام بذلك فسادا.
- المؤسسة التعليمية: تلعب دوراً محورياً في تشكيل شخصية الطلاب منذ الطفولة حتى مرحلة الشباب. يمكن لهذه المؤسسات زرع القيم الصحية المناسبة ضمن المناهج الدراسية وبرامج النشاط اللاصفية المختلفة.
- المؤسسة الإعلامية: سواء كانت وسيلة تقليدية أم رقمية، تستطيع وسائل الإعلام إنشاء محتوى علمي يدعم ثقافة صحية لدى الجمهور. يمكن لبرامج تلفزيونية إذاعية ومعلومات مكتوبة موجهة للجمهور العام أن تكون لها تأثيرات هائلة إذا تم تصميمها بعناية ودقة.
- مؤسسات المجتمع المدني: من خلال حملاتها الدعائية وجهودها التطوعية، تقوم هذه المنظمات بدفع عجلة الوعي الصحي داخل مجتمعاتها المحلية باستخدام مجموعات متنوعة من الأدوات بما فيها الحملات الجماهيرية والحلقات الدراسية وغيرها الكثير مما يناسب البيئة المحددة كل منها.
لتكون جزءاً فعالاً في جهود التوعية الصحية، هناك عدة خطوات فردية يمكنك القيام بها: البحث باستمرار عن المعلومات الصحية من مصادر جديرة بالثقة؛ تصفية البيانات غير الدقيقة بعناية واستخدام تلك الحقائق المفيدة لمناقشة مواضيع ذات علاقة مع الآخرين; تبني قضايانا الخاصة فيما يتعلق بصحتنا وصحة الآخرين; مساندة جهود زملائك أو منظمتك لإحداث تغيير ايجابيا لصالح مجتمعك; مقاومة الشائعات واتباع النهج العلمي عند بحث الموضوعات المرتبطة بالحياة اليومية; أخيرا وليس آخرا, الاعتناء بحفظ الاحصائيات الحديثة حول الأمراض المنتشرة وكيف يمكن لأسلوب حياتنا التأثير عليها بطريقة إيجابية أو سلبية .
على ثلاث مستويات مختلفة -فرديا, اسريا وجماعيا-, يسعى التعليم الصحي لتعزيز فهم افضل لحاجات واحتياجات صحة عامة أكثر شموليه تضمن ازدهارا عالميا عاما عاما ومتوازناً للعقل والجسم والنفس معا!