تعتبر سلطنة عمان وجهة ساحرة لعشاق الصيد البحري بفضل شواطئها الطويلة التي تمتد على طول سواحل بحر العرب والخليج العربي. تشكل هذه التجربة الفريدة مزيجاً بين الترحال بين الجمال الطبيعي المتنوع والتفاعل مع تقنيات الصيد المحلية القديمة. يقدم هذا المقال نظرة شاملة حول تجربة صيد الأسماك في سلطنة عمان، بما فيها أنواع الأسماك الشائعة والمواقع المثالية للصيد والاستراتيجيات المستخدمة من قبل السكان المحليين.
يبدأ يوم الصيد عادةً بالارتقاء مبكرًا للاستمتاع بفجر جديد فوق مياه البحر الزرقاء العميقة. غالبًا ما يستخدم الرحالة قوارب صغيرة تسمى "الجيب"، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة العمانية وتُعد رمزًا للهوية البحرية. يتم تجهيز القارب بمجموعة متنوعة من الأدوات اليدوية مثل الشبكات والقوالب والأشرعة الخفيفة للمساعدة في استهداف الأنواع المختلفة من الأسماك.
من أهم الأسماك التي يمكن اصطيادها هنا سمكة الحوت الأبيض الضخم، والذي يحظى بشعبية كبيرة بين الرياضيين بسبب تحديه وحجمه الكبير. بالإضافة إلى ذلك، تعد أسماك الشعاب المرجانية مثل المبروك والسردين وجراد البحر أيضًا ضمن قائمة الأصناف المفضلة لدى المصيدون المحليون. توفر المياه المالحة لسلطنة عمان بيئة مثالية لتكاثر العديد من الثدييات المائية كذلك؛ مما يعزز متعة المغامرات البحرية أثناء البحث عن كنز الغوص تحت الأمواج.
تحظى مناطق مختلفة بسلطنة عمان شهرتها الخاصة بصيد الأسماك بناءً على نوع السمك المرغوب فيه والتوقيت المناسب له. يعد خور الكثير، الواقع بالقرب من مدينة صحار الساحلية، مكانًا شهيرًا لصيد سمك البوري والثريد بشكل خاص خلال مواسم هجرة تلك الأنواع الشهيرة عالميًا. بينما تقدم منطقة مسندم الواقعة شمالي البلاد فرصًا رائعة لصيد مجموعات واسعة ومتنوعة من الأسماك نتيجة لعمق مياه المنطقة وخلوها نسبياً من النشاط البشري.
على الرغم من كون الصيد مهنة قديمة بالنسبة للعمانيين إلا أنه اليوم أصبح نشاطا سياحيا هاما يجذب محبي رياضة الصيد البرية والبحرية alike. يسعى السياح لاستيعاب خبرات شباب القرية وكبار السن الذين يعملون منذ عقود طويلة كمستشارين وصيادي ماهرين لنقل معرفتهم ومعلوماتهم الدقيقة بشأن مواقع وتوقيت وأسلوب كل صنف مختلف من الأسماك الموجودة هناك. إنه ليس مجرد نزوة مؤقتة بل هو فرصة للتواصل مع التقاليد العريقة وتعزيز الروابط المجتمعية وثقافة الشعب المضيف بأكمله.
وفي الختام فإن رحلة الاستكشاف لهذه المملكة الصغيرة الغنية بتراثها وبحرها ستكون بلا شك ذكريات لا تُنسى لكل عاشق لمياه البحر المفتوحة وسراديبها الجميلة داخل حدود السلطنة الحبيبة - عمان.