روحانيات العيد وطقوسه التقليدية: كيف يحتفل المغاربة بعيد الأضحى

في كل عام، يوشك موسم الحج والعمرة الإسلامي على الانتهاء ويحل محله احتفال آخر يحمل أهميته الخاصة لدى المسلمين حول العالم - عيد الأضحى. هذا اليوم المبار

في كل عام، يوشك موسم الحج والعمرة الإسلامي على الانتهاء ويحل محله احتفال آخر يحمل أهميته الخاصة لدى المسلمين حول العالم - عيد الأضحى. هذا اليوم المبارك غني بالمعاني الدينية والتقاليد الثقافية التي تحافظ عليها الشعوب بنفسها بطرق فريدة ومميزة تعكس هويتها وهويتها الروحية. ومن بين هذه البلدان الرائعة بلد المغرب العربي الجميل، والذي يتميز بتقاليده الغنية والمفعمة بالحياة أثناء الاحتفال بهذا العيد الكبير.

تبدأ الاستعدادات لعيد الأضحى بالمغرب قبل أسابيع عديدة من قدومه الفعلي. يُطلق عليه اسم "عاشوراء"، وهو الشهر الهجري الثاني عشر حسب التقويم القمري الإسلامي. خلال هذه الفترة، يعيش الناس أجواء خاصة تتضمن التسوق لشراء الملابس الجديدة والأطعمة والحلويات الشهيرة المرتبطة بهذا الوقت من السنة مثل اللقمة والدقلة وغيرهما الكثير. كما يقوم العديد من الأفراد بزيارات عائلية وثيقة وصلة الأرحام وتقديم الطعام للفقراء كجزء من روح الرحمة والتعاطف التي تشكل جزءا أساسيا من العقيدة الإسلامية.

وفي صباح يوم عيد الأضحى نفسه، ترتدي النساء ملابس تقليدية جميلة بينما يصطف الرجال خارج المساجد ليصعدوا للمصلين بعد أدائهم لصلاة العيد الرئيسية والتي تؤدى مباشرة بعد شروق الشمس مباشرةً. وبعد انتهاء الصلاة، يؤدي الأحباب واجب الزيارة لبعضهم البعض برفقة الأطفال المبتسمين الذين ينالون حصتهم أيضًا من هدية حلوى متمثلة في لقمة عيد الأضحى المحبوبة لديهم كلحظة فرح وتقدير لتلك اللحظات الثمينة مع أحباؤهم وأحبائهم.

ثم يأتي وقت الذبح الرسمي للنحر، حيث يختار مالك الحيوان الأكثر صلاحاً لأداء هذا الطقس الديني المهم. ثم تتم عملية النحر وفق الشروط الشرعية تحت إشراف ذوي الاختصاص للتأكد أنها تمت بشكل صحيح ومتوافق مع التعاليم الإسلامية. لاحقا تُقسم لحوم الضحايا إلى ثلاثة أقسام؛ الجزء الأول يبقى ضمن منزل المُضحي لإطعام أفراد العائلة وجيرانهم المقربين، أما الجزء الآخر فتُرسِل للعائلات البعيدة والأصدقاء والجيران غير الأقارب بالإضافة لمنظمات خيرية مختلفة داخل المجتمع المحلي وخارج البلاد أيضا وذلك تنفيذا للأمر الرباني الكريم: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} [الحج:37]. وفي حين أنه ليس شرطًا شرعيًا ولكن بناءً على الأعراف الاجتماعية المستقرة تاريخيًا فإن بعض الأشخاص يشتركون أيضًا بحصة ثانية تسمى "العقيقة".

بعد ذلك تبدأ استمتاع المغاربة بطهي الوصفات المختلفة للحصول علي أشهي أنواع اللحوم المتنوعة بما فيها طاجن الكسكس الشهير بالأضافة لمجموعة متنوعة من المقبلات والحساء والمعجنات الشرقيه ذات المذاقات الأصيلة ونكهتها الغنية بالتوابل المميزة لكل منطقة مغربية خاصة بها مثل الزيتون والزنجبيل والقرفة والفلفل الأحمر وما إلي ذلك مما يفوح منه عطرٌ جميل يجذب الأنفاس ويعطي طعم الحياة برياحته المنفردة!

وتستمر المناسبات الاجتماعيّة طوال أيام العيد وبالتحديد الأربع الأولى منها حيث يستقبِل الجميع زوارهم بسعادة وسخاء لاستقبال ضيوفهم وإظهار الاحترام الوافر لهم ومعاملتهم بكرم الشيوخ وجعلهم يشعرون بالسعادة والإطمئنان وأنهم ليس بغريب بين أهل البلد بل هم خير صحابة وحلفاء .إنما هي حقائق ستجد لها وجود فعلي عند التجول بفترة العيد بمختلف المدن والمنازل عبر الوطن المغربي العريق !


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات