الجامعة والحريات الأكاديمية: بين المنتج النهائي والتعليم الحر

انطلق النقاش حول دور الجامعات الحديثة وسط اتهاماتها بالإنتاج المكثف لموظفين مدربين وفق احتياجات السوق، مما يغيب عنها دورها الرئيسي كمنبع للشرارة ال

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:

انطلق النقاش حول دور الجامعات الحديثة وسط اتهاماتها بالإنتاج المكثف لموظفين مدربين وفق احتياجات السوق، مما يغيب عنها دورها الرئيسي كمنبع للشرارة الثقافية والعلمية. طالب العديد من المشاركين بإعادة النظر في هيكل المناهج التعليمية، مؤكدين أن التوازن بين التدريب المهني والتفكير النقد الحر أمر حاسم لصياغة جيلاً مستقبلياً قادرًا على التعامل مع ديناميكية الاقتصاد العالمي بصفته عناصر فاعلة ومتجددة.

شدد "عاطف القبائلي" على ضرورة تطوير منهج شامل يحترم الجانبين التجاري والأكاديمي، داعيًا إلى زيادة تركيز المؤسسات التعليمية على تشجيع الاستقلالية الفكرية والإبداع. وفيما وافقه "بشير البدوي" على هذا الاتجاه المقترح، فقد دعا أيضًا إلى ضغوط مجتمعية لمنع أي انحراف محتمل نحو الأولوية الفظة على حساب الأصالة المعرفية.

"نائل الغريسي" وأيده "نوفل بن الماحي", وطالبا بتسريع عملية التغيير عبر جهود شعبية مضنية لتحريك المياه الراكدة تجاه استراتيجيات تربوية تعتمد أساسًا على بناء القدرة الذاتية لدى الطلبة للتقييم الذاتي والبحث العلمي الفريد.

"مريم البركاني", وانضمت إليها "عزة الزرهوني", سلطتا الضوء على قصور العديد من الكليات حاليًا عن تقديم صورة دقيقة لأهداف التربية المثلى؛ حيثُ تميط الستار عن سوء استخدام السلطة التنفيذية مقارنة بأولويات الفرد المتمثلة في تطوير نفسه كشخص مفكر ومنتج ذاتياً.

"المجاطي الدكالي", رغم اعترافه بالتحديات الهائلة أمام مثل هكذا تغيير جذري, أعرب عن الرغبة في رؤية الجامعة بمكانتها الطبيعية باعتبارها مكانًا محفورًا بفطنة وعلو همة الإنسان العربي.

وأخيراً, ختم "بشير البدوي" الحلقة التأملية مؤكدًا على هشاشة السعي لتحقيق النهضة الحقيقة وما تتضمنه العملية من عقبات سياسية واقتصادية واجتماعية تستحق الوقفة الجدّية والجهد المشترك لقلب موازين الصراع الانتقائي الحالي لصالح المصلحة العامة للجميع.


عبدالناصر البصري

16577 Blog indlæg

Kommentarer