في رحاب الأردن، حيث ترتسم ملامح الحداثة على أرض تبقى عميقة الجذور بالتراث، يحتفي الشعب بيوم المعلم باعتباره يومًا ذا دلالات رمزية عالية. هذا الحدث السنوي ليس مجرد موعد للتجمع والحماس، ولكنه تكريسٌ لروح الوفاء والإقرار بدور المعلمين الثقل في الحياة الوطنية.
يتزامن "يوم المعلم" عالميًا في الخامس من أكتوبر، لكنه في قلوب الأردنيين يستمر طوال العام. يعترف الاتحاد الدولي للتعليم الدولي منذ التسعينيات بهذا اليوم، مما انصب في تعزيز الواحدية العالمية لدور المعلم. أما منظمة اليونيسكو فقد اعتبرت هذه المناسبة فرصة للحوار حول تحديات التعليم وأهميته الاستراتيجية.
وفي سياق خاص للأردن، فإن مكانة المعلم هنا ليست مجرّد مهنة عادية؛ بل هي رسالة نبيلة تتطلب تفانٍ وإخلاصًا وحكمةً. يحظى المعلم بتقدير كبير لدى جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن العمر أو المكانة الاجتماعية. إنه العمود الفقري للنظام التعليمي والنواة المركزية لبناء مجتمع متطور ومتعلم.
وتظهر الروح الوطنية تجاه المعلمين في مختلف جوانب الحياة اليومية وفي العديد من الإجراءات الرسمية وغير الرسمية أيضًا. تقوم وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية بإصدار مواد خاصة تُبرز جهود وصبر ومعارف أساتذة التدريس. قد تقام فعاليات مميزة بالمدرسة بمشاركة الطلبة والعاملين بهدف توضيح المكانة الرفيعة لهذه المهنة المقدسة.
ولا يمكن فصل دعم الحكومة الرشيدة عن نجاح احتفالية هذا اليوم كل عام. يؤكد حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله ابن الحسين دومًا على ضرورة تطوير قطاع التعليم ودوره المحوري في تنمية البلاد نحو مستقبل مشرق. فيما تقدم قرينة جلالته -حفظهما الله ورعاهما- التشجيع والدعم المستدام للمعلمين وتشارك بكل سرور في الاحتفالات المساندة لمهنتهم النبيلة.
وبهذه الوقفات المتجددة بين حين وآخر تأسر المملكة الأردنية الهاشمية قلوب أبنائها الواعدين وكل محبي العلم بحبه الكبير للعلم ولمن يبقى يسهر الليل خلف مذكرة بحث علم جديد لينثر بذره وسط طلابه الصغار والصالحين آملاً بهم نهضة وطن شامخة شامخة كالجبال وكالعطاء بلا حدود!