ملخص النقاش:
يتناول هذا الحوار نقاشًا عميقًا حول طبيعة القانون الدولي ودوره في المجتمع الدولي. يؤكد كل من كمال الدين الدرويش ونادين بن يعيش موقفًا يشكك فيه بأن القانون الدولي يعمل بشكل رئيسي لصالح الأقوياء، مستخدمًا كأداتة الرقابية لتقنين سلوكهم وتعزيز سلطتهم. وفي الوقت نفسه، يرى رياض القرشي أن القانون الدولي، رغم نقاط الضعف فيه، قد حقق تقدمًا ملحوظًا عبر إنشاء محاكم دولية ومحاسبة الدول المسيطرة على انتهاكاتها.
من الجانب الأكاديمي والفلسفي، يشدد كمال الدين الدرويش على أن القانون الدولي أكثر قابلية للتلاعب من كونه ميزان عدل حقيقي. بالنسبة له، الغرض الأساسي من القانون الدولي هو إدارة السلطة العالمية باستخدام المعايير المتغيرة بناءً على مستوى تأثير الدولة. هنا يدعو إلى ضرورة تبني أساليب جديدة وأكثر تركيزًا لتحقيق العدالة الدولية.
بينما ترى نادين بن يعيش أنه حتى وإن قدم القانون الدولي بعض الإنجازات مثل الإعلان عن الانتهاكات الرسمية، إلا أنها اعتبرت ذلك شكلا ممهدا أكثر منه تغييرا حقيقيا. تشير إلى أنه طالما تم اتخاذ القرارات تحت ضغط المسؤولين السياسيين الأقوياء، فإن تحقيق عدالة شاملة سيكون دائما هدفا بعيدا المنال.
يعترف رياض القرشي بتقييمات زملائه بالحاجة للإصلاحات وأشار أيضا لأمثلة واقعية تثبت قدرة القانون الدولي على الضغط على الدول الأكثر هيمنة للمساءلة عن تصرفاتها العنيفة وانتهاكات حقوق الإنسان. يُذكر بقوة دوره التنظيمي والدفاعي المحتمل إذا تم تعزيزه وتحسينه باستمرار.
بشكل عام، يعكس هذا الحوار رؤى متباينة حول القانون الدولي؛ حيث يعتبر البعض بأنه مجرد طبقة خارجية للعلاقات الدولية قائمة على الهيمنة والقوة، بينما يعتقد آخرون بإمكانية استخدام القانون كمجموعة من الأدوات العملية لإعادة رسم حدود النظام العالمي وإحداث توازن أقرب نحو العدالة الإنسانية العالمية.