يستقر النقاش حول مدى أهمية دور التكنولوجيا في معالجة المشكلات الاجتماعية، وإذا كان يجب أن نقف على جانب تفضيل الروحانية على حسابها. يعبر معالي بن عثمان عن رأي قوي في دور التكنولوجيا، حيث يرى أن "قدرة الأدوات التكنولوجية على تشكيل المستقبل" لا تُهمل، خصوصًا في عصرنا الحديث. فالتكنولوجيا قادرة على جلب "المعلومات إلى الضوء بسرعة وفعالية" لم نشهدها من قبل، مما يُمكِّننا من تحديد الأولويات وتنظيم جهودنا "بطرق حاسمة".
على ضفاف هذا النقاش، نجد رأي معالي بن عثمان يؤكد على أن التكامل بين "الإحساسية الروحية والأدوات الفعّالة" هو ما سيبدأ ثورة في كيف نستجيب للمشكلات. يرى أنه دون إهمال "أخلاقياتنا"، يمكن للتكنولوجيا أن تصبح جسرًا يُوصل بين شغفنا وإمكانياتنا، مما يعزز الأثر الذي نؤثر به على المجتمع. هذا التوازن بين أدواتنا - "المعتقدين والعواطف والتكنولوجيا" - يُعزز من فعالية جهودنا.
من ناحية أخرى، يُظهِر معالي بن عثمان اعتقادًا في الضرورة الإلحاحية للاستفادة من "كل أدواتنا" وأن كل جزء من هذه الأدوات يجب أن "يعمل معًا لصالح الجميع". يشير إلى أن التوازن المثالي بين التكنولوجيا والروحانية سيسهم في زيادة فعالية جهودنا دون أن "يُشكّل أحدهما تهديدًا على الآخر".
بينما يفضِّل معالي بن عثمان التكنولوجيا لقوتها في تشكيل المستقبل، فإنه يعترف أيضًا بأهمية الروحانية كعنصر مكمِّل للاستجابة التامة والشاملة للمشكلات. إذ يدعو إلى البحث عن حلول تتخطى بسيط "اعتماد" أحدهما على الآخر، بل تستفيد من مزايا كلاهما لإحداث تأثير إيجابي ومستدام في المجتمع.
وبذلك يُظهِر النقاش أن التوازن بين التكنولوجيا والروحانية ليس فقط ممكنًا، بل ضروريًا في معالجة المشكلات الاجتماعية الحديثة. إذ يُسهِّم كل جانب من جوانب هذا التوازن في تعزيز قدرتنا على بناء مستقبل أكثر استدامة وفعالية، حيث لا يسود أحدهما على الآخر، بل يعملان جنبًا إلى جنب في خدمة الإنسان وتطوير المجتمع.
