للغش عواقب وخيمة تؤثر على دين الفرد ومكانته الاجتماعية. من أبرز هذه العواقب: غضب الله تعالى، حيث يعتبر الغش من الكبائر التي تجعل الفرد بعيدًا عن الله، وتجعله من المنافقين. كما أن الغاش يجعل الله أهون الناظرين إليه، مما يدل على ضعف إيمانه. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الغش خيانة للأمانة التي كلّف الله الإنسان بحملها وصيانتها، وهو سبب من أسباب التفرقة بين الناس، حيث يؤدي إلى أكل أموال الناس على غير وجه حق، مما يسبب كراهية الناس للغاش ونفورهم منه.
كما أن الغش يمحق البركة في الرزق، ويسبب ضعف الثقة بين أفراد المجتمع، ويجعل الغاش قليل الهمة وغير قادر على التحصيل، ويُفرز أجيالًا متواكلة فاشلة غير قادرة على التحصيل وتحمل المسؤولية. كما أن الغش دليل على خبث الغاش ودناءة نفسه، وهو من الأسباب التي تؤدي إلى تسلط الكفار والظالمين، ويحرم بركة العمر كما يحرم بركة المال.
من العواقب الأخرى للغش زعزعة الثقة بين الناس في المجتمع، وهو سبب لقطع العلاقات والصلات بين الناس، ويُثير بينهم البغضاء والحقد، وينشر الفساد ويُضيع مصالح الناس. كما أن الغش يضيع الحسنات وحمل سيئات الآخرين لأن الغاش يأخذ أموالهم فيعاقبه الله بأن يأخذ من حسناته ويضع عليه من سيئات من يغشّهم.
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى وقوع الإنسان بالغش، ومن هذه الأسباب: قلة الخوف من الله تعالى وضعف الإيمان به، عدم معرفة الشخص بأن الغش من الكبائر، وعدم معرفته بحرمة هذا السلوك، عدم إخلاص النية لله تعالى في العمل، الاهتمام بالدنيا وزخرفها وجمع الأموال بأي وسيلة كانت، التهاون في تطبيق العقاب الرادع لمرتكبي جريمة الغش، صحبة رفاق السوء، التربية غير السوية، والمتنافية مع أخلاق الإسلام وآدابه، عدم الاقتناع بقسمة الله تعالى، وعدم تذكر الموت والآخرة وعقاب الله.
في الختام، يجب على المسلمين تجنب الغش في جميع مظاهره، والالتزام بالأخلاق الإسلامية التي تحث على الصدق والأمانة.
